قام عمر حسن البشير، الرئيس السوداني الحالي بشن هجوم كبير على القاهرة بشكل وصف بـ “غير المسبوق”، متهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعم المعارضة السودانية السياسية، مهددا في نفس الوقت باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي من أجل إستعادة أراضي “حلايب وشلاتين” التي تعتبر أرض نزاع بين كل من مصر والسودان الجارتين العربيتين.
الرئيس السوداني وفي حوار له مع قناة “العربية” السعودية شن هجوما كبير على مصر في وقت تشهد فيه العلاقة بين القاهرة والخرطوم تذبذبا كبيرا وذلك بعد أن قامت عدد من وسائل الإعلام المصرية بشن هجوم قوي على السودان، متهمة إياها بإيواء قيادات من جماعة الاخوان المسلمين المحظورة من طرف السيسي، بالإضافة إلى ما اعتبره إعلام مصر أن السودان تخلت عن مصر في موضوع سد “النهضة” الذي تبنيه اثيوبيا، المهدد لحصة مصر من الماء.
أما على الجانب الآخر، فيسود نوع من الإمتعاض داخل الشارع السوداني بسبب سوء معاملة المواطنين السودانيين في مصر، وتعرض بعضهم للسجن والتعذيب على خلفيات جنائية.
ونفى الرئيس السوداني أن تكون بلاده قد استضافت شخصيات من جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر جماعة إرهابية مباشرة بعد الإنقلاب العسكري عليها في شهر يونيو سنة 2013، حيث قال البشير :” نحن لم نأوِ أي قيادات إخوانية في السودان؛ لأن سياستنا مبنية على عدم إيواء أي نشاط معادٍ لأي دولة”، مضيفا :” العلاقة الشخصية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي متميزة جدا، وهو رجل صادق في علاقاته، وهذا لا يمنع وجود بعض القضايا العالقة، المشكلة ليست مع الرئيس السيسي، وإنما مع النظام”، وتابع ذات المتحدث :” هنالك معارضون سودانيون تدعمهم المخابرات المصرية، كشف الرئيس السوداني أنه في كل لقاء بين البلدين تطلب الخرطوم من القاهرة وقف دعم المعارضة السودانية”.
وتطرق الرئيس السوداني لملف “حلايب وشلاتين” المتنازع عليها بين بلاده ومصر، حيث أفاد :” ثلث حلايب سيظل مثلثا سودانيا،في أول انتخابات أُجريت تحت الحكم الثنائي البريطاني المصري، أجريت أول انتخابات في السودان، ومن ضمنها حلايب، التي كانت دائرة من الدوائر السودانية”، مضيفا :” الانتخابات هي عمل سيادي من الدرجة الأولى، والسودان ستلجأ إلى “مجلس الأمن” إذا رفض المصريون موضوع التفاوض”.
كما تحدث البشير عن مشاركة السودان في عاصفة الحزم، التي قادتها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين الشيعة المدعومين من طرف إيران حيث أفاد :” التقيت العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان وليا للعهد، وتحدثنا حول الوضع في اليمن، وخطورته”، مضيفا :” نحن في السودان نشعر بأن الوضع في اليمن خطر علينا، عندما أتت “عاصفة الحزم”، تمت المشاركة فيها مباشرة، عبر عدد من الطائرات، وأيضا قوات سودانية موجودة الآن على الأرض في عدن”.
كما قال الرئيس السوداني حول ذات الموضوع :” قوات تُجهز، لتنقل إلى المملكة، وإلى اليمن. أما عن زيارته الأخيرة إلى السعودية فقال إنها كانت في “إطار التشاور المستمر مع المملكة، فيما يخصّ العلاقة الثنائية بين البلدين، والأوضاع الإقليمية”، متابعا :” هنالك توافقا كاملا في الآراء والمواقف”، نافيا في نفس الوقت أن يكون هنالك أي نفوذ لإيران في السودان.