ذكرت مصادر صحفية فرنسية أن نجاة بلقاسم، وزيرة التعليم الفرنسية من أصل مغربي تعتبر من أهم المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء الفرنسية خلفا لمانويل فالس رئيس الحكومة الحالي.
وقالت وكالة “فرانس بريس” أن بلقاسم تعتبر من أهم الأسماء المطروحة لخلافة فالس الذي تم تعيينه سنة 2014 والذي قدم استقالته من رئاسة الحكومة، بعد إعلان نفسه مرشحا للإنتخابات الرئاسية لسنة 2014 بعد تأكد عدم خوض فرانسوا هولاند الانتخابات حسب ما أكد هو نفسه في خروج إعلامي توجه به إلى الفرنسيين قاطبة، وأضافت ذات المصادر أن بلقاسم تعتبر مرشحة منافسة لكل من وزير الداخلية برنار كازنوف، ووزير الدفاع جان إيف لودريان ووزير الزراعة ستيفان لوفول ووزير الصحة ماريسول توران.
من جهتها قالت صحيفة “لوفيغارو” إن نجاة بلقاسم، تعتبر الأوفر حظا للوصول للمنصب متفوقة على زميلتها وزيرة الصحة ماريسول تورين، وذلك كون بلقاسم هي واحدة من أكثر الوزراء الاشتراكيين ولاء وإخلاصا ووفاء للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وقامت بالبرهنة على ذلك في أكثر من مرة، وفي سياقات لم يخفي فيها عدد كبير من الوزراء اليساريين الاشتراكيين انتقاداتهم لهولاند في الطريقة التي قام بها بتدبير هذه الملفات، بل أن عددا منهم أكد عدم ثقته في هولاند حتى يكون رئيسا لفرنسا لولاية ثانية، ولعل هذا ما جعل هولاند ينسحب من السباق الرئاسي، بعد أن فقد دعم أقرب المقربين إليه.
وكان مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي الذي ينحدر هو الآخر من أصول أخرى هي إسبانية هذه المرة قد أعلن بشكل رسمي الترشح للإنتخابات الرئاسية لسنة 2017 وذلك بهدف “إعادة توحيد اليسار” ومواجهة اليمين واليمين المتطرف المستعدين بشكل كبير لهذه المعركة الانتخابية المثيرة.
وقال فالس في خروج إعلامي له :” أنا مرشح لرئاسة الجمهورية؛ لأنني لا أريد أن تعيش فرنسا مجددا صدمة العام 2002 مع مرشح من اليمين المتطرف في الجولة الثانية”، وذلك في إشارة إلى هزيمة ليونيل جوسبان من الجولة الأولى في انتخابات سنة 2002.
جدير بالذكر أن نجاة بلقاسم، كانت قد هاجرت من بني شيكر من مدينة الناظور، شمالي المملكة المغربية إلى فرنسا وعمرها لم يكن يتجاوز آنذاك 4 سنوات، رفقة والدتها وشقيقتها الكبرى، من أجل الإلتحاق بوالدها الذي كان يعمل آنذاك في فرنسا، حيث حصلت على الجنسية الفرنسية في سن 18 سنة.
كما شغلت بلقاسم العديد من الحقائق الوزارية، كحقوق المرأة والمدنية والشباب والرياضة بالإضافة إلى كونها المتحدثة بإسم حكومة “جان مارك إيرولت”.
هذا ويعتبر مراقبون أن اليسار في فرنسا لا يملك فرصا كبيرا للوصول إلى قصر الإليزي، وذلك بعد الأداء الضعيف خصوصا على المستوى الأمني من طرف الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، بالإضافة إلى الصعود الكبير لليمين واليمين المتطرف في العالم بأسره خصوصا بعد وصول دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية وهو الذي يتقاسم ذات القيم من اليمين المتطرف الفرنسي، خصوصا عداؤه للمهاجرين والعرب والمسلمين.