قالت صحيفة “ديلي تلغراف” أن القناة الثانية المغربية قدمت الاعتذار عن برنامج قامت فيه بمحاولة تعليم النساء اللاتي يتعرضن للتعنيف من طرف أزواجهن بإخفاء آثار الضرب على الوجه من خلال الماكياج.
وقالت الصحيفة أن القضية متعلقة ببرنامج “صباحيات دوزيم” على القناة الثانية، والذي ظهرت فيه خبيرة التجميل ليليا مولين، وقامت بتقديم تجربتها عن كيفية إخفاء العنف المنزلي الذي تتعرض له بعض الزوجات خصوصا على مستوى الوجه، والكيفية التي ستتمكن من خلالها هذه الزوجة المعنفة من إخفاء آثار الكدمات.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مولين قولها خلال البرنامج:” تأكدي من رش البودرة، حتى يثبت المكياج إن أردت العمل طوال اليوم، وحتى لا تظهر الكدمات”، بعد أن قامت بتقديم عدد من النصائح حول للنساء المعنفات لإخفاء الكدمات الناتجة عن الاعتداء الزوجي.
وقال التقرير أن بث هذه الحالة من خلال برنامج “صباحيات دوزيم” جاء بعد يومين على اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، مضيفا أن هذا الأمر أدى إلى موجة من الغضب داخل البلاد، وهو ما تمت ترجمته في تنظيم عريضة قام بالتوقيع عليها المئات من الأشخاص، تم تقديمها إلى السلطات العليا للإتصالات السمعية والبصرية، تدعو إلى اتخاذ خطوات زجرية ضد القناة الثانية المغربية.
وأضافت تلغراف في نص تقريرها الذي تمت ترجمته من طرف بعض المواقع الإلكترونية العربية أن العريضة جاء فيها :” لا تخفوا العنف المنزلي بالمكياج، عاقبوا المعتدي”، كما نقلت عن أحد المحتجين قوله: “”يجب ألا تعيش المرأة من خلال العنف، ناهيك عن تغطية أثاره بالمكياج، عار عليك يا دوزيم”.
وكشف التقرير أن القناة قامت بمسح اللقطة من موقعها الرسمي، كما قامت بالاعتذار على سوء الفهم الكبير وسوء التقدير في موضوع يتسم بالخطورة والحساسية يتعلق بالعنف ضد المرأة، حيث قالت القناة أنها ستقوم باتخاذ جميع مايجب فعله من تحركات ضرورية تجاه كل شخص مسئول عن الخطأ، وأنها ستقوم بتقوية خط الرقابة على الموضوع، مؤكدة في نفس الوقت أنها (أي القناة الثانية المغربية) تتبنى القضايا النسائية للدفاع عن قضايا المرأة طيلة 27 سنة من حياتها.
ونوهت الصحيفة أن المغرب لا يتوفر على قانون ضد العنف المنزلي، والعنف المنتشر ضد المرأة بحسب ما أفادت به منظمة “هيومان رايتس وووتش”، والذي أشارت أن رد الحكومة المغربية كان ضعيفا في القضايا المتعلقة بالعنف ضد النساء، وعدم مساعدتهن خصوصا النساء اللاتي يطلبن المساعدة ، بعد أن كانت المنظمة الحقوقية العالمية قد التقت 20 فتاة قلن ان أزواجهن وأصدقاءهن وأعضاء عائلتهن قاموا بضربهن وحرقهن بل وطعنهن واغتصابهن.
وختمت الصحيفة البريطانية تقريرها بالإشارة أن الحكومة المغربية قامت بتقديم مسودة قانون ضد العنف ضد النساء منذ سنة 2013، إلا أنه لم يتم البت فيها بعد، حيث كانت هيومان رايتس ووتش قد علقت على الأمر بالقول:” مع أن المسودة تحتوي على عناصر جيدة، إلا أنها لا تعطي تعريفا جيدا للعنف المنزلي، ولا تجرم الاغتصاب، الذي يقوم به الأقارب”.