مع الوضع السياسي الصعب الذي تعيشه مصر والذي انعكس بشكل كبير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ظهرت بعض إشارات منافسة في الكواليس يتزعمها جمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والذي بدأ الظهور إعلاميا بشكل متكرر في الآونة الأخيرة، وهو ما تزامن مع عدد من الدعاوى الفيسبوكية تطالب الإبن الذي حرمته الثورة المصرية من وراثة حكم أبيه، بمنافسة عبد الفتاح السيسي الذي وصل للحكم على ظهر الدبابة.
وقام عدد من النشطاء بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحمل إسم ” جمال مبارك، رئيسا لمصر” قاموا بعدها بإصدار بيان جاء فيه :” قبل أن نحن لا ندعو لتحسين صورة نظام مبارك، فكل نظام له سلبياته وإيجابياته، ولكن ترشح جمال مبارك يجعلك أنت تقبل أو ترفض، وليس لنا علاقة من قريب أو بعيد به، ولكننا قررنا أن ندعم ترشحه، وله الحق في الترشح كأي مواطن مصري؛ لاقتناعنا بأنه رجل دولة”، على حد قولهم، كما قام عدد من النواب المؤيدين للنظام الحالي كالنائب سمير غطاس وزميله إلهامي عجينة باعتبار ترشح مبارك الإبن أمر جيدا، كما أنه يحق له العودة إلى المشهد السياسي من جديد.
وقالت تقارير صحفية أن هذه الدعوات طرحت العديد من الأسئلة حول الطموح الحقيقي لجمال مبارك، من أجل العودة إلى المشهد السياسي مجددا، وذلك بعد خمس سنوات على اندلاع الثورة المصرية التي أطاحت برأس والده بعد 3 عقود من حكم مصر بالنار والحديد، في الوقت لازالت هنالك نقاشات حول الموانع القانونية والسياسية التي تحول دون ترشحة للرئاسة.
جمال عبد الحميد وهو المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية قال في تصريحات صحفية أن جمال مبارك ليست لديه فرصة سياسية أو شعبية ليترشح في الانتخابات الرئاسية لسنة 2018، معتبرا أن ثورة يناير قضت بشكل كامل على حظوظ “آل مبارك” بعد أن خلقت أوضاعا سياسية جديدة.
وأضاف ذات المتحدث:” على الرغم من وجود انقسامات سياسية حادة، ومشكلات اقتصادية؛ فإن الغالبية العظمى من المواطنين نسيت مبارك وأولاده، وما يتردد الآن عن حنين بعض المواطنين لنظام مبارك بسبب تردي الأوضاع المعيشية؛ هي أمور عاطفية لا يمكن أن نتعامل معها بشكل جاد”، متابعا :” أعتقد أن جمال مبارك لا يتعامل بجدية مع تلك الدعوات التي تطالبه بالترشح للرئاسة، والتي من الممكن أن يكون وراءها أحد المحسوبين على الحزب الوطني المنحل، ولا أظن أن جمال له صلة بهذه الدعوات”.
وقال عبد الحميد أن وجود صراع داخلي بين أجهزة النظام الحاكم الآن ممكن حيث قال مبررا :”من الممكن أن يكون هناك صراع أجنحة داخل النظام الحالي، لكن لا يمكن تأكيد أن جهازا بالكامل في النظام يتبنى ترشح جمال مبارك للرئاسة، وربما يكون هناك عناصر داخل بعض الأجهزة تحاول أن تدفع ببعض الشخصيات كجمال مبارك للظهور على الساحة”.