غضب كبير انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي، بعد أن صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه يرى ضرورة وأهمية دعم الجيش السوري في المعارك التي تعرفها البلاد، ما اعتبره البعض زيادة في تعميق الخلافات بين كل من مصر من جهة وغالبية الدول العربية من جهة أخرى.
السيسي وفي حوار تلفزي مع قناة “آر تي بي” البرتغالية قال أن الأولية لمصر هي دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة الخليفة حفتر على الأراضي الليبة، وكذلك الوضع في كل من سورية والعراق، لفرض الأمن في هذه المناطق التي تعيش على وقع المعارك المشتعلة منذ الأيام الأولى لثورات الربيع العربي منذ 5 سنوات كاملة.
الحديث عن الأمر بعمومه، جعل الصحفي الذي يجري الحوار مع الجنرال السيسي يعيد عليه السؤال بصيغة أكثر وضوحا، حيث قال :” هل تقصد بالجيش الوطني في سوريا، الجيش السوري ؟!” ليجيب السيسي بدون تردد: نعم !.
وكان الجيش السوري قد عرف في فترات سابقة تفككا كبيرا؛ بعد أن قام عدد من الجنود والقيادات الإنشقاق احتجاجا على سياسة النظام السوري التقتيلية تجاه الشعب، وهو ما دفع النظام السوري إلى الإستعانة بعناصر حزب الله اللبناني وعناصر قوات مسلحة إيرانية، ما جعل الجيش السوري يغير قوامه ويصبح عموده الفقري يتكون من الأجانب، كما يلقى الجيش في الوقت الحالي دعما ماديا ولوجستيا واستخباراتيا كبيرا من طرف حليف الأسد روسيا، التي دخلت الحرب بذريعة محاربة عناصر تنظيم وما تصفها روسيا بالعناصر المتطرفة.
وأطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على رأسهم الناشطون الخليجيون وسما (هاشتاج) بعنوان “السيسي يدعم بشار”، محققا مراكز متقدمة في التريند على مستوى المملكة العربية السعودية وظلا متصدرا لساعات طويلة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وانتقد الخليجيون هذه التصريحات المثيرة للسيسي، مذكرينه والنظام المصري بالأموال الخليجية الكثيرة التي أغقدتها كل من الرياض وأبوظبي والكويت على نظام السيسي من أجل دعمه اقتصاديا مباشرة بعد الإنقلاب العسكري سنتين على الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
وكانت العلاقة ما بين مصر والمملكة العربية السعودية قد شهدت توترات كبيرة منذ حوالي شهرين بسبب تصويت مندوب مصر لدى مجلس الأمن العالمي لصالح القرار الروسي بشأن حلب، رغم رفض عدد كبير من الدول العربية والاسلامية، وهو ما اعتبره مندوب الرياض صدمة وطعنة من الخلف من “شقيق عربي”.
وكانت وكالة رسمية إخبارية إيرانية قد ذكرت أن مصر تشارك بقوات عسكرية في سوريا تدافع عن النظام السوري، في الوقت الذي قال أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي بإسم الخارجية المصرية أن هذه الأخبار عارية تماما من الصحة.
وكانت تقارير صحفية قد قالت أن دعم السيسي لبشار الأسد ونظامه، هو أساسا لخوفه من انتصار الإسلاميين في سوريا، تفرغهم لدعم الإسلاميين في مصر، العدو رقم 1 للمؤسسة العسكرية والنظام بشكل عام.