رغم أن نظام الجنرال عبد الفتاح السيسي من جهة، وجماعة الاخوان المسلمين من جهة أخرى أكدا في أكثر من مرة موقفهم من تسوية أو مصالحة، إلا أن حدة هذا الرفض بدأ يتبدد شيئا فشيئا بعد التطورات الإقليمية والعالمية الأخيرة.
واعتبرت تقارير إعلامية أن ما كان في الأمس القريب “طلاقا بائنا” بين جماعة الاخوان المسلمين ونظام عبد الفتاح السيسي الذي انقلب على محمد مرسي الرئيس المنتخب القادم من الجماعة، لازال حتى الآن يجعل المصالحة تصنف في خانة المستحيلات، فيما اعتبر محللون أن عودة العلاقة بين الإسلاميين والعسكر في مصر ممكنة جدا، لكن شرط استغلال عدد من الفرص المتاحة لذلك.
واعتبر المحللون أن فرص المصالحة هي 4، 2 منهم للنظام، فيما الإثنين الباقيتين من طرف الجماعة، فبالنسبة لفرص النظام هنالك اجراء استفتاء شعبي من أجل القبول بعودة الإخوان المسلمين أو لا، بالإضافة إلى تمرير قانون العدالة الانتقالية الناص على مصالحة وطنية شاملة، أما بالنسبة لفرصة الجماعة فهي إما تقديم مبادرة صلح أو القبول بالعمل كما كان الحال في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، عبر النشاط سياسيا تحت لافتة “مستقلين”.
وتفجر الخلاف بعد الإنقلاب على شرعية محمد مرسي المنتخب عبر صناديق الاقتراع، حيث تعتبر الجماعة أن هذا الإنقلاب هو انقلاب عسكري كامل الأركان، فيما يرى السيسي ونظامه ومؤيدوه أنه استجابة من طرف المؤسسة العسكرية للثورة الشعبية ضد حكم جماعة الاخوان المسلمين، التي بقيت في السلطة سنة واحدة فقط.
وبدأت المحاولات في التقريب بين نظام السيسي وجماعة الاخوان المسلمين حتى ما قبل فض اعتصام الإسلاميين بميداني رابعة العدوية والنهضة، حيث مثل القيادي الاخواني جمال حشمت الجماعة فيما حضر عن النظام اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي في الوقت الحالي، إلا أن المبادرة باءت بالفشل في ظل تشبث الاخوان المسلمين بعودة محمد مرسي إلى الحكم.
وكان السيسي قد سئل عن المصالحة فقال أن القرار لا يعود إليه، ولكن يعود للشعب المصري حيث اعتبر أنه أكثر شخص عرض تسويات على الاخوان كان من بينها بيان الثالث من شهر يوليوز (بيان الإنقلاب) مضيفا :” لم أطلب من أحد أن يغير أفكاره لأجلي، أنا أقبل كل الأفكار، لكن مارسوا أفكاركم (في إشارة إلى الاخوان) بدون ما تهدموا بلدكم.
من جهتهم رفض قيادات الاخوان طرح إبراهيم منير القيادي الإخواني، والذي دعا عقلاء مصر إلى التدخل لحل الأزمة، معتبرين أن “اللاء ات الأربع خط أحمر”، والتي هي ” لا تنازل عن الشرعية (في إشارة لمرسي)، ولا تفريط في حق الشهداء والجرحى، ولا تنازل عن حق المعتقلين في الحرية وحق الشعب في الحياة الكريمة، ولا تصالح مع خائن قاتل (في اشارة لعبد الفتاح السيسي).
وأكدت قيادات في الجماعة أن الوقت في صفها وليس في صف السيسي، الذي يعاني من هبوط كبير في شعبيته، بسبب الأزمات الخانقة التي تعيشها البلاد شمالا وجنوبا.