أعلنت “واشنطن بوست” الصحيفة الأمريكية الشهيرة بشكل رسمي دعمها وتأييدها للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد شهر نونبر القادم معتبرا في افتتاحيتها أن كلينتون ستكون “رئيسة ممتازة للولايات المتحدة الأمريكية” على حد قولها.
وقالت الجريدة الأمريكية، أنه وبالرغم من بشاعة الموسم السياسي توجد هنالك حقيقة مشجعة يتم تجاوزها في العادة، وهي أن البلاد تمتلك مرشحا مؤهلا ومهيئا للرئاسة معلقة :” كلينتون مهيئة بشكل ممتاز للرئاسة، لذلك نعلن تأييدها في السباق آلانتخابي بشكل رسمي ومعلن للرأي العام” مضيفة :” بعد قليل سوف نشرح سبب هذه الثقة”.
وقالت واشنطن بوست أنها تعلم أن عدد كبيرا من الأمريكيين، لا يحبون كلينتون ولا يثقون بها، وهذا ناتج عن طبيعة السياسة الحزبية المرة في الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي، وناتج أيضا عن الهجومات غير الأمينة ضدها لمدة عقود من الزمان وأيضا بعض أخطائها وهفواتها ونقاط ضعفها.
وأضافت الصحيفة :” ما أننا لا نعمي أعيننا عن أن كلينتون تخبئ المعلومات وتغطي على الحقائق من اجتماعاتها المغلقة مع لجنة الصحة إلى فضيحة وايتووتر. ومن الإيميلات الشخصية التي أمرت بمحوها إلى الالتهاب الرئوي الذي حاولت تغطيته. ثم إنها ليست الأولى هي وزوجها اللذين يستفيدان ماديا من إلقاء المحاضرات، وإن كانا قاما بذلك على مستوى غير مسبوق. كما أن كلينتون لا تتمتع بكاريزما خارقة فليس عندها بلاغة الرئيس أوباما ولا السحر الشعبوي لجورج بوش الابن ولا حتى زوجها”، ثم مستدركة :” لكن، وفي هذا الزمن قد يكون هذا الضعف الأخير هو قوة في واقع الأمر، فإن تم انتخاب كلينتون فسيكون عليها أن تحكم بلدا منقسما وتعمل مع أعضاء كونغرس حريصين على إفشالها، وفي الوقت ذاته سيدعي منافسها المهزوم بأن فوزها كان مزورا”.
وعلقت الجريدة قائلة أن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يطرح هو، ما هو الحل، هل هي الثورة كما كان يدعو منافسها الديمقراطي أم تقديم وعود بنفس النظام كما يقوم بذلك المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الحلين الإثنين المذكورين لن يقدما أية إفادة ويؤديان إلى طريق مغلق، في حين ستكون كلينتون غير الجريئة مستعدة للتقدم بشكل بتعاون مع الحزبين وفق وجهة نظر حذرة، حينها ستكون أهمية البلاغة والسحر أقل بكثير من السياسة والمثابرة.
وقامت الواشنطن بوست بعد ذلك بذكر بعض المحطات المهمة في حياة المرشحة الديمقراطية، بداية بفشلها كسيدة أولى في إعادة صياغة نظام العناية الصحية بشكل راديكالي، لكنها وبدل أن تقوم بالتراجع قامت بدخول المعترك من أجل المساعدة في تغيير ولو كان بسيطا من أجل خدمات الصحية للأطفال الفقراء.
وأضافت الصحيفة أن ما يحسب لكلينتون هو محاولتها لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع روسيا، عندما قدمت مفتاحا لوزير الخارجية الروسي مكتوب عليه ” إعادة تشغيل”، ليكون بعد ذلك دعم الفاتز لأوكرانيا عندما قامت روسيا بغزوها، كما اعتبرت الصحيفة أن كلينتون حققت بعض التقدم في العلاقات مع روسيا، عن طريق تقييد الأسلحة النووية وتسهيل إرسال الإمدادات للجيش الأمريكي بأفغانستان من خلال الأراضي الروسية.