على بعد سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية بفرنسا، بدأت المرشحة عن اليمين المتطرف مارين لوبين تقديم نفسها على أنها ” مرشحة الشعب ” الهادفة إلى تحقيق إدارة الفرنسيين عبر الحفاظ على هويتهم من أجل استغلال الفرصة الذهبية هذه المرة التي قد تشهد ولأول مرة، صعود اليمين المتطرف إلى “قصر الإيليزي”.
رئيسة الجبهة الوطنية بعد طرد أبيها من الحزب، قالت في خطاب ألقته في لقاء لحزبها في فريجوس (جنوب شرق البلاد) أنها جاءت للحديث مع الفرنسيين حول فرنسا، التي تحتوي الجميع تحت راية واحدة، حيث تحدثت لمدة ساعة تقريبا أمام 3 آلاف شخص بالمواضيع المفضلة إليها والتي هي الهوية الوطنية والأمن والهجرة وانتماء فرنسا لأوروبا، حيث قالت وهي تخطب على المنبر الذي كتب عليه جملة “باسم الشعب” أن هدف حزبها هو أن تكون فرنسا حرة، سيدة لقوانينها وعملتها النقدية وحارسة لحدودها”.
وتجنبت لوبين الحديث عن حزبها، غير المرغوب فيه كثيرا من طرف المجتمع الفرنسي على الأقل في الوقت السابق، وذلك لمخاطبة الشعب الفرنسي مستهلة خطابها بالقول “أيتها الفرنسيات، أيها الفرنسيون” بدل خطاباتها العادية التي كانت تتوجه فيها بالكلمة لأنصارها، كما أنها تجنب الهجوم على خصومها السياسيين، كما كانت قد فعلت الأسبوع الماضي عندما أطلقت نيرانها على نيكولا ساركوزي الذي اقتبس العديد من شعارات اليمين المتطرف.
وقالت العديد من التقارير الصحفية أن حزب الجبهة الوطنية يحاول تقديم نفسه بصورة جديدة أكثر مصداقية حتى الآن مع اقتراب الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لأن شخصية لوبين لازالت غير مهضومة بالنسبة للكثيرين من المتابعين وشرائح مهمة من المجتمع الفرنسي، بالرغم من أنها تمكن من توسيع قاعدة مؤيديها خصوصا من الهجمات التي عرفتها فرنسا هذه السنة والسنة التي قبلها من طرف تنظيم الدولة المعروف بداعش.
ورغم أن كل استطلاعات الرأي التي تحدثت أن لوبين ستمر للجولة الثانية، إلا أن ذات الاستطلاعات تتوقع أن تنهزم أمام أي مرشح يميني كان، لأنه اليمين هو المرشح الحقيقي للمرور وليس اليسار الذي انهار مؤخرا في فترة حكم الرئيس الحالي فرونسوا هولاند.
واستغلت لوبين هذا الحضور الجماهيري أجل إعادة تشكيل الصورة الدراماتيكية لفرنسا، حيث أصبحت البلاد حسب كلماتها مغيبة وتابعة لأسيادها الفعليين في الخارج “بروكسيل وبرلين وواشنطن”، وذلك على وقع الشعارات المعروفة لليمين المتطرف من قبيل “نحن في بلادنا” و”مارين رئيسة”، كما ركزت هذه الأخيرة على المخاطر الداخلية التي تواجه فرنسا وعلى رأسها الهجرة وضياع الهوية والتعدد الثقافي وهجمات “النظام” ضد الفرنسيين الصغار.
وقالت مارين لوبين أنه يجب تجنب الخلافات والتواريخ الشخصية والأفضليات الحزبية لأن فرنسا هي العامل المشترك بين جميع الفرنسيين الراغبين في خدمة البلاد، معتبرة أن الأولية هي للحرة، لأن شارل ديغول الذي أطلق جملة “فرنسا حرة” لا يعلن الآن أن هذه الحرية لم تصبح سوى ذكرى عابرة.