أثار برنامج تلفزيوني بريطاني بث على القناة الرابعة الكثير من الجدل، بعد أن تم طلاء مشاركة في برنامج لتلفزيون الواقع، يتحدث عن المسلمين، وذلك لأن حسب معدي نفس البرنامج أن المسلم يجب أن يكون بني اللون.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها على هذا البرنامج :” المجلس الإسلامي البريطاني اعتبر تصرف القناة في برنامج وثائقي “أسبوعي بصفتي مسلمة” إهانة للمسلمين، ذلك أنها قامت بطلاء وجه مشاركة بيضاء حتى تبدو مسلمة باكستانية؛ لفحص المواقف العامة من الإسلاموفوبيا”، مذكرة :” فنان التجميل قام بجعل وجه المشاركة كيت فريمان في برنامج سيعرض يوم الاثنين يحمل مظهرا آسيويا، عندما وضع على أنفها أنفا اصطناعيا، وارتدت ثيابا تقليدية وحجابا”.
وقال المتحدث باسم المجلس الاسلامي البريطاني :” وجه بني وأسود له تاريخ طويل في العنصرية، وليس من الغرابة أن يتسبب بإهانة كبيرة بين المجتمعات، ولو تمت استشارتنا لقدمنا نصيحة مغايرة لهذا المسار”، وأضاف المتحدث أن المجلس “يثني على الهدف الواضح من الفيلم الوثائقي، وهو تقديم فهم أفضل لواقع الإسلاموفوبيا، التي أصبحت مقبولة في المجتمع بشكل عام”، لتورد الصحيفة عن القناة الرابعة قولها في بيان صحفي :” برنامج يخوض ويستكشف ماذا تعني أن تكون مسلما اليوم في بريطانيا، ويتحدى الافتراضات والتحيزات التي تحملها المجتمعات عن بعضها”.
ولفت التقرير :” شركة “ذا غاردن برودكشن” أنتجت البرنامج، حيث استخدمت “أساليب راديكالية؛ من أجل منح رؤية على حياة كل فرد من ثقافتين مختلفتين”، وتقول إن “فريمان (44 عاما)، تعمل مساعدة في العناية الصحية، وتعيش في شمال لندن في منطقة ذات غالبية بيضاء، وقام فنان التجميل بمنحها مظهر مسلمة باكستانية، ووضع لها أنفا اصطناعيا؛ حتى تستطيع الانخراط بشكل كامل في العيش مع العائلة الباكستانية، التي لا تبعد عنها إلا بضعة أمتار”، مفيدا :” تم تصوير الفيلم الوثائقي مباشرة بعد هجوم مانشستر، الذي قتل فيه 22 شخصا، وجرح 250 آخرين، حيث أشارت أرقام وزارة الداخلية، التي نشرت هذا الأسبوع، إلى زيادة الهجمات في أعقاب هجمات مانشستر ولندن هذا العام”.
وأشارت الصحيفة :” هناك انتقادات وردود فعل ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهور الإعلان عن الفيلم، حيث كتبت امرأة اسمها فردوس: “تواصلون اختطاف قصصنا وتشويهها، هم ونحن، ولسنا أزياء هالوين لكم، توقفوا عن استخدامنا، فنحن لسنا بضاعة ثقافية”، وغردت عائشة قائلة: “أنا غاضبة جدا، وسمعت الآن عن الفيلم على القناة الرابعة (أسبوعي بصفتي مسلمة)، أنت تمزحين””، مختتمة بنقل تصريح للكاتبة شيلينا جان محمد أفادت فيه :” إن فهم المسلمين أمر مهم في وقت تتصاعد فيه الكراهية والانقسام”، وأضافت: “من المثير للأسف أن تتعرقل هذه الجهود من خلال أخطاء بسيطة، مثل جعل الوجه بنيا، الذي يعزز التحيز بدلا من تحديه”.