اعتبرت صحيفة “إل موندو” الاسبانية إن الهجوم الذي حدث بمدينة برشلونة الاسبانية، ثاني أكبر المدن في البلاد، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار، وذلك لتسليط الضوء على الأدوات الجديدة التي يتخذها تنظيم الدولة للهجوم داخل أوروبا.
وقالت الصحيفة في تقرير لها :” هذه الوسيلة معتمدة من قبل تنظيم القاعدة منذ سنة 2010. ومنذ هذا التاريخ، أصبحت السيارات سلاحا مميتا بين أيدي “الذئاب المنفردة” التابعة لتنظيم الدولة، كما ساعدت المتطرفين على تنفيذ هجمات في أكبر العواصم الأوروبية”، موردة :” هجوم برشلونة الأخير يشبه إلى حد كبير هجوم برلين خلال احتفالات رأس السنة، أو هجوم نيس خلال صيف 2016، أو هجوم وستمنستر في لندن؛ الذي وقع خلال هذه السنة.
وعددت الصحيفة الهجمات التي تم من خلالها استهداف العواصم الأوروبية إذ أفادت :” بالتزامن مع اليوم الوطني الفرنسي سنة 2016، طال الإرهاب شوارع نيس الفرنسية، مخلفا وراءه 84 ضحية وحوالي 100 جريح. وفي ذلك الوقت، هاجمت إحدى الشاحنات مئات الأشخاص خلال الاحتفال والاستمتاع بالألعاب النارية. بعد ذلك انقلبت الشاحنة التي يبلغ وزنها حوالي 19 طنا، في المنتزه الساحلي وسحقت خلال تدحرجها السياح والمواطنين الموجودين على عين المكان”، مستطردة :” وتكرر الأمر في برلين خلال احتفالات رأس السنة الميلادية، عندما دهست إحدى الشاحنات مجموعة كبيرة من الناس، مخلفة وراءها عددا كبيرا من الضحايا. وكان مسرح الجريمة استراتيجيا، نظرا لأنه يعد من أكثر الأماكن السياحية في البلاد، كما أنه مليء بالمحلات التجارية، والفنادق والمطاعم”، لتوضح :” كلا من هجوم وستمنستر الذي وقع في 22 مارس الماضي، وهجوم ستوكهولم الذي وقع في 07 أبريل الماضي، تم تنفيذهما بنفس الطريقة التي تم من خلالها استهداف مدينة برشلونة الإسبانية. وفي الوقت الذي نفذ فيه الهجوم الأول بالقرب من ساعة بيغ بن الشهيرة في لندن، اختار منفذ الهجوم الثاني المحور المركزي لوسائل النقل بالمدينة مسرحا لجريمته”.
وأكدت “الموندو” :”لشاحنات أو السيارات، كانت وسيلة إرهاب بامتياز في هجمات أخرى أدخلت الرعب على العواصم والمدن الغربية، على غرار هجوم لندن الذي وقع في الثالث يونيو الماضي. وفي هذه المرة، كان مركز الجريمة هو جنوب نهر التايمز، في أحد الأحياء الأكثر ازدحاما بالحانات والمطاعم؛ وهو ما ساهم في تفشي الرعب في جميع أنحاء المدينة”، مسجلة :” وفي 19 يونيو، هاجم بريطاني بشاحنة صغيرة مجموعة المسلمين أمام أحد المساجد في منطقة فينسبري بارك في لندن، ما أدى لمقتل شخص وإصابة 10 آخرين. وكان الرجل يصرخ “أريد قتل كل المسلمين”. ويندرح هذا الهجوم في إطار تصاعد كراهية الإسلامية “الإسلاموفوبيا” في بريطانيا”.
وواصلت الصحيفة :” شارع الشانزليزيه الباريسي كاد يتحول يوم 19 يونيو الماضي إلى مسرح لمجزرة شنيعة. وفي هذه المرة، استعمل مخطط الهجوم، سيارة محملة بالمتفجرات، لصدم شاحنة الشرطة. لكن لم تحدث أي إصابات في صفوف قوات الأمن الفرنسي، حيث كان منفذ الهجوم هو القتيل الوحيد. ومن الهجمات الأخرى التي اعتمدت السيارات “كوسيلة للحرب”، هجوم لوفالوا بيري في باريس، الذي وقع في أوائل الشهر الحالي”، مشددة :” تم استخدام السيارات منذ عدة سنوات في فرنسا بهدف تنفيذ هجمات إرهابية، على الرغم من أنها لم تكن وحشية مقارنة بالهجمات المتواترة خلال السنوات الأخيرة”