نشر موقع “ذا ناشيون” الأمريكي تقريرا مطولا حول الوضع غير المستتب الذي تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية بسبب العنصرية المستمرة في الارتفاع بسبب ظهور ما يسمى بالنازيين الجدد.
وقال جون كول، وهو كاتب التقرير بالقول :” بدأ ترامب حكمه بشحن عنصري، ليصل الحال بأمريكا – عقب ثمانية أشهر من بداية مدته – إلى اشتباكات عنيفة بين حشود من القوميين البيض و الـ«كو كلوكس كلان» المنتمين لليمين المتطرف، وبين مجموعات أخرى مناهضة للعنصرية؛ وذلك بسبب خطط المدينة لإزالة تمثال الجنرال روبرت لي، الذي قاد القوات الكونفدرالية في الحرب الأهلية الأمريكية. قتل شخص واحد وجرح 11 آخرين في تلك الاشتباكات بين أمريكيين وأمريكيين، في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا”، متابعا:” هل تلك الاشتباكات بين طرفين أمريكيين تنذر بأن أمريكا التي سعت طويلًا شن حرب إمبريالية أفسدت الشرق الأوسط تتحول لتصبح مثل الشرق الأوسط نفسه؟ ولعل الأهم هل تمتد جذور المشكلة التي تظهر الآن إلى تاريخ أمريكا الإمبريالي الجديد منذ بداية دعم ريغان الأفغان ضد الاتحاد السوفيتي في القرن الماضي وعززتها حرب بوش المتلاعبة في العراق؟”.
وأكد المتحدث ذاته :”لطالما تورط الأمريكيون في شئون الشرق الأوسط على مر العقود القليلة الماضية، لدرجة أنهم بدأوا يفسرون سياساتهم الخاصة وفقًا لتلك المنطقة. ويتساءل هل قيادة سيارة ودهس مجموعة من المتظاهرين فعل داعشي؟ هل تهديم تمثال الجنرالات الكونفدرالية يشبه تدمير الآثار الآشورية السورية القديمة؟ وهل الديكتاتور السوري بشار الأسد قاتل جماعي أم أنه حصن منيع ضد جحافل الأصوليين؟ وهل يفيد استعارة مثل تلك الرموز من منطقةٍ فعلت الولايات المتحدة الكثير لإفسادها؟”.
واستطرد التقرير :” ما قالته العصابات اليمينية المتطرفة التي غزت شارلوتسفيل نهاية الأسبوع الماضي: «لن تحل محلنا»، لكن في مرحلة ما غيرت شعارها لتقول «اليهود لن يحلوا محلنا». يعكس هذا الشعور أن نظريات المؤامرة حول كون العولمة نتاج المصالح التجارية اليهودية، التي أدت بدورها إلى تصدير الأعمال التجارية الأمريكية إلى الخارج أو استيراد العمالة الرخيصة من الخارج. ويرى أن مثل تلك الشواهد لها تاريخ طويل في أمريكا، وعلى الأقل تعود إلى الجبهة المسيحية للأب تشارلز كوجلين في الثلاثينات ألذي استغل انتشار برنامجه الإذاعي لنشر رسالة «أمريكا أولًا» متضمنة هجومًا على اليهود – لكن ربطها بسياسات إسرائيل والشرق الأوسط هو تحول جديد”ً، معلقا :” وصفت الديلي بيست والعديد من المعلقين الآخرين جريمة القتل بالسيارة أنها «هجوم إرهابي على غرار داعش»، والتي يزعم أن مرتكبها «جيمس فيلدز جونيور»، وأسفرت عن مقتل «هيثر هيير» البالغة من العمر 32 عامًا، وتسببت في إصابة 19 آخرين بجروح”.
وأكدت “ذا ناشيون” :”كانت الإشارة إلى استخدام السيارات لضرب المدنيين بأنها فعل (ذئب منفرد) متعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية المتهاوي الآن، أو بعبارة أخرى: إن الهجوم العنيف من فعل شخص متعاطف مع داعش، لكنه نفذه خارج إطار التنظيم ودون مساعدته، في حين أن داعش لم تكن رائدة في اتباع هذا التكنيك، إذ استخدمه الإرهابيون من أطراف عدة طوال سنوات، على سبيل المثال استخدمه اتباع التنظيمات الإرهابية لقوة فتكه الخاصة، في يوليو 2016، قاد رجل من أصول تونسية حافلة نقل ثقيل، داهسًا بها الحشود في مدينة نيس الفرنسية، متسببًا في مقتل أكثر من 80 شخصًا. وفي 3 يونيو هذا العام، شن رجلان من أصول مغربية وثالث ولد في باكستان هجومًا إرهابيًا بالسيارات على جسر لندن؛ ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، هم على الأرجح سائحون من الخارج”.
وختم الكاتب التقرير بالقول :”قياس الأمريكان أنفسهم بالشرق الأوسط ليس من قبيل الصدفة، فقد ساعدت حقبة الإمبريالية الجديدة للولايات المتحدة في المنطقة على التأثير في طريقة نظرة الأمريكيين لأنفسهم، تغيرت الحقبة بطريقة كبيرة مع بداية تشجيع رونالد ريغان لليمين المتطرف الإسلامي في تمرد عصاباته ضد السوفييت في أفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي، وبلغت أقصاها مع جورج بوش عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر ومن خلال تحركات لا يمكن التراجع فيها، ساعد ريغان في صعود القاعدة، بينما ساعد بوش في صعود داعش، موفرين مزيدًا من مبررات النزعة العسكرية الجديدة. إن مئات الآلاف من الأمريكيين الآن عاصروا تدخل الجيش في العراق وفي افغانستان”.