اعتبرت صحيفة “فاينشال تايمز” أن الرئيس الأمريكي الحالي بدأ وبشكل كبير رحلة تدمير نفسه بنفسه بعد المشكل الحالي في البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة :” قدم دونالد ترامب في الشهور الستة منذ دخوله إلى البيت الأبيض، الغضب والصخب وليس أكثر، وأي أمل بأنه سينضج في الحكم قد تبخر هذا الأسبوع، وهو أسبوع فوضوي ودمار ذاتي حتى بموجب المعايير الكئيبة لرئاسته”، مشيرا :”ترامب، رجل العقارات، الذي يعد نفسه قائدا للرجال، أثبت أنه غير قادر على استخدام السلطة بطريقة مسؤولة، فقام، وبطريقة علنية، بإضعاف النائب العام وأكثر الداعمين له، وصدم وزارة الدفاع (البنتاغون) عندما حرم المثليين من الخدمة في الجيش الأمريكي، ووقف متفرجا في الوقت الذي قام فيه مدير اتصالاته أنتوني سكاراموتشي بشن هجوم قذر ضد مسؤول موظفي البيت الأبيض بريبوس”
وتابعت الصحيفة في افتتاحيتها لليوم “الأربعاء” :” هذه رئاسة لا قبطان لها، وقائدها سكران في السلطة، ولو استمر ترامب في هذه الطريقة التدميرية من السلوك، فإنه سيغرق رسالته، بل ربما رئاسته قبل نهاية عامه الأول، وقد يخرج من السلطة”، لافتة :” روف ليس وحده في حكمه الصادم على ترامب من الجانب الجمهوري، وبأنه يواجه مسارا صعبا، فالسيناتور ليندسي غراهام، عن ولاية ساوث كارولينا، توقع أن (تفتح أبواب جهنم) لو قام الرئيس بعزل النائب العام جيف سيسشنز، وذلك مقدمة لعزل المحقق المستقل روبرت موللر، الذي يحقق في تدخل الروس في انتخابات عام 2016″.
وأكدت “فاينشال تايمز” :”الرئيس ترامب يعتقد أنه فوق الخلاف السياسي، وحتى فوق القانون، ويتعامل مع المميزات الرئاسية بطريقة منفتحة، إن لم تكن كريمة، وبحسب التقارير، فإنه ينظر في إمكانية العفو عن نفسه في حال تعرض لاتهامات من المحقق المستقل بأنه تعاون مع الروس في أثناء الحملة الانتخابية، وهذه منطقة خطيرة ليس للرئيس فقط، لكن للحزب الجمهوري أيضا”، معلقة :”ترامب يقوم بفحص الدستور الأمريكي بطريقة تدميرية، ليس بسبب سلوك المساعدين له وبراعتهم، مثل سكاراموتشي، لكن لعدم فهمه النظام الدستوري الذي من المفترض عليه تطبيقه”.
وتابعت الافتتاحية:”محاولات ترامب المستمرة والفاشلة لإلغاء النظام الصحي، أو (أوباما كير)، التي كانت من أهم ملامح وعوده الانتخابية، ما هي إلا دليل على قلة تأثيره على الجمهوريين الذين يتزعمهم، وأكثر خطورة هو التوبيخ الذي حصل له من رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، فليس من حق الرئيس تغيير سياسة الجيش من خلال تغريدات على (تويتر)”، متابعة :”رئاسة ترامب دون كابتن، وباستثناء السياسة تجاه الصين، فإن كل موقف اتخذه على الساحة الدولية، من خروجه من اتفاقية باريس، إلى تدخله الأخرق في أزمة الخليج، ومواقفه من حلف الناتو، جميعها قد أضرت بموقف أمريكا الدولي، فالولايات المتحدة الشريك الذي لا يمكن التنازل عنه أصبحت دولة يبتعد عنها الجميع”.
وختمت “فاينشال تايمز” بالقول :”الحال التي وصلت إليها الولايات المتحدة مثيرة للحزن، ومع ذلك ففي هذه الساحة الحالكة هناك بصيص أمل، حيث قام النواب والنائبات الجمهوريات، بقيادة السيناتور جون ماكين، بوضع خطوط حمراء للدستور”.