قامت صحيفة “فايننشال تايمز” بنشر تقرير حول حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين والذي يكتسح وبشكل كبير استطلاعات الرأي حول الانتخابات المبكرة والتي ستشهدها البلاد في شهر يونيو المقبل.
وقالت الصحيفة في تقريرها :” مستشارو زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، تعهدوا بتحسين صورته أمام الرأي العام، وإعطائه زخما شعبيا جديدا، باعتماد أسلوب مشابه لما قام به دونالد ترامب، “وذلك رغم أن زعيم حزب العمال يتبنى مواقف غير رافضة للمهاجرين، ولا يحب الظهور أمام عدسات الكاميرا، وبالتالي لا يمتلك الكثير من نقاط قوة ترامب”، مضيفة :” مركز فابيان للدراسات السياسية، أعلن في شهر يناير؛ أن فوز كوربين في أي انتخابات مقبلة هو أمر غير وارد تماما، وهو نفس الرأي الذي يتبناه المحلل السياسي لين ماكلوسكي، الذي اعتبر أن حزب العمال سيخسر في أفضل الأحوال 30 مقعدا في البرلمان”.
وواصلت “الفيننشال تايمز” :” كوربين بصدد تكذيب كل هذه التوقعات، وتحقيق صعود هام في استطلاعات الرأي، التي أظهرت مؤخرا أن حزب العمال قلص الفارق الذي كان يفصله عن المحافظين إلى خمس نقاط، وهو أقل فارق يحققه منذ شهر يوليو الماضي. وتزامنا مع هذا النجاح؛ احتفل كوربين بعيد ميلاده رقم 68، وألقى بهذه المناسبة خطابا حماسيا أمام أنصاره”، مذكرة :” كوربين الذي كان البعض يصفه بأنه أسوأ زعيم في تاريخ السياسة البريطانية؛ يبدو قادرا على تحقيق نتائج أفضل مما حققها سلفه إيد ميليباند، مضيفة أنه لأول مرة منذ انتخابه زعيما لحزب العمال في سبتمبر 2015، أصبح يثير مخاوف خصومه السياسيين، الذين باتوا ينظرون إليه على أنه منافس جدي في الانتخابات المبكرة”.
ونقلت الصحيفة في هذا الصدد عن أندرو ليليكو، الخبير الاقتصادي المحافظ الذي شارك في حملة مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، تعليقه :” إذا كان 38 بالمئة من الناخبين يساندون فعلا مواقف جيريمي كوربين المعارضة للطاقة النووية، والمساندة للجيش الجمهوري الإيرلندي؛ فهذا يعني أن الناخبين البريطانيين ليسوا ناضجين، وغير مستعدين للديمقراطية.. لماذا نغادر الاتحاد الأوروبي أصلا إذا كنا سننتخب جيريمي كوربين؟”، مشيرة :” كوربين استفاد من كونه يعتبر دخيلا على عالم السياسة ككل، ووجها جديدا في أروقة حزب العمال، وهو ما لعب لصالحه في هذه الفترة. ونقلت عن توم بالدوين، مستشار رئيس الحزب السابق إيد ميليباند، قوله: “استفاد كوربين من كون الجميع في البداية اعتقدوا أنه لا يملك أي فرصة ليصبح رئيس وزراء.. هذا التقليل من شأنه ساعده على تجنب الاهتمام والانتقادات”.
ختم التقرير بالقول :”كوربين حتى لو لم يفز؛ فإن تقليصه الفارق مع المحافظين، وتجنيبه حزب العمال هزيمة ساحقة؛ سيمثل إنجازا هاما يمكنه من البقاء على رأس الحزب، ويضمن له وزنا هاما في مواجهة مخططات تريزا ماي التي تسعى لتقوية نفوذها مع انطلاق مباحثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي”، مفيدا :” المحافظين في المقابل؛ قد يستفيدون في الأيام المقبلة من الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مدينة مانشستر، خاصة وأن كوربين تعرض لانتقادات لاذعة بعد أن ربط هذا الهجوم بالإجراأت التقشفية التي فرضتها الحكومة، وحمل الدول الغربية المسؤولية بسبب تدخلها في العالم الإسلامي، وتعهد بأن يكون “قويا ضد الإرهاب، وقويا أيضا ضد جذور الإرهاب”.