في حشد يعتبر هو الأكبر بتركيا منذ سنوات، تجمع ملايين الأتراك اليوم على ضفاف بحر مرمرة بميدان ” بني قابي ” للتلبية نداء الرئيس التركي الطيب رجل أردوغان في تنظيم مظاهرة كبيرة من الشعب التركي للتأكيد على رفض هذا الأخير لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشل الذي كان يطيح بالحكومة التركية الحالية.
وغطي اللون الأحمر الساحة التي تزينت بالعلم التركي في حين غابت جميع الأعلام الأخرى والرايات الحزبية على اعتبار أن علم الأناضول هو الجامع الواحد لجميع أطرف الشعب التركي باختلافاته وتغيراته.
ونقلت وكالة الأناضول التركية أن بعض المحتجين استخدموا صنارات الصيد كسوا للأفلام لكي ترتفع فيما اختار عدد كبير من المحتجين لبس اللون الأحمر ليتناغم مع الحدث.
الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان قال في كلمته التي ألقاها أمام الحشود أن الانقلابيين لم يكونوا يضعون قوة وتمسك الشعب التركي بالديمقراطية ضمن حساباتهم وهو ما جعل جميع التوازنات تختل حيث أن كل المشاركين خططوا لكل شيء لكنهم نسوا الشعب التركي.
وأضاف أردوغان أن عددا من الدول الأجنبية تساعد جماعة ” الخدمة ” ورئيسها فتح الله كولن والتي تصنفها أنقرة بالجماعة الإرهابية وهو ما سيقود تركيا إلى اعادة تقييم علاقاتها الخارجية.
الرئيس التركي اعتبر أن الانقلاب العسكري الفاشل كان وراء نجاحات مهمة منها كشف الثغرات التي نفذت منها جماعة كولن، كما أن موعد الانقلاب كان فرصة ذهبية للتخلص من هؤلاء الانقلابيين مؤكدا أن إجراءات إيقاف فلول الانقلابيين هي إجراءات سليمة وتخضع للقوانين التركية والدستور التركي، معتبرا أن نجاح الانقلاب كان يعني تقديم تركيا على طبق من ذهب لمن أسماهم ” بأعداء الوطن ” سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وفي إطار التغييرات التي من المنتظر أن تعرفها تركيا، قال أردوغان أن الكليات الحربية بجميع فروعها ستكون مفتوحة لجميع أفراد الشعب التركي بهدف إنشاء جيل يعرف قدسية الأراضي التركية معتبرا أن الحصول على تركيا لم يكن بسهولة حتى يكون التفريط بتلك السهولة.
هذا وقدم أروغان برقيات الشكر لكل من الجنود والقادة العسكريين الذين لم يشاركوا في الانقلاب كما شد على يد المعارضة التي حافظت على الديمقراطية رغم اختلافاتها العميقة مع النظام الحالي.
وتشهد تركيا العديد من المظاهرات منذ ليلة 15 يليوز الماضي عندما حاول الجيش التركي الانقضاض على الحكم عن طريق انقلاب عسكري، حيث كان أردوغان قد وجه رسالة للشعب التركي عبر مكالمة عبر تطبيق الفيس تايم على الهواء مباشرة داعيا إياه إلى الخروج إلى الشارع من أجل الوقوف في وجه الانقلاب العسكري، حيث تمكن النظام التركي في تجييش أكبر عدد لن المواطنين بعدة مدن وولايات خرجوا لمجابهة الجيش التركي بشكل مباشر لتبدأ، بعد ذلك أنقرة بسلسلة اعتقالات تهدف إلى استئصال جماعة فتح الله كولن المتغلغلة في جميع مفاصل الدولة التركية، مطالبة في نفس الوقت واشنطن بتسليم المعارض التركي المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية في منفى اختياري.