اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بفرنسا بعد قيام إدارة مسبح بمدينة بين ميرابو القريبة من مرسيليا بتخصيص يوم كامل للمحجبات اللاتي يرتدين ما يعرف بـ ” المايوه الشرعي “، مطالبة جميع الراغبات بالقدوم للمسبح سواء من المسلمات أو غير المسلمات باحترام حد أدنى لستر الجسد والذي حدد بستر ” العورة “، مع عدم السماح للذكور فوق سن العشر سنوات بالدخول ذلك بعد أن قدمت جمعية ” سمايل 13 ” طلبا للمسبح لإتاحة الفرصة للمسلمات من أجل السباحة.
الخطوة وفي ظل الجو المشحون الذي تعرفه فرنسا بعد تسلسل العمليات الإرهابية المستهدفة للمواطنين خلقت جدلا واسعا داخل الساحة الفرنسية سواء اجتماعيا أو سياسيا، بدأت بمطالبة عمدة المدينة إدارة المسبح بإلغاء هذا اليوم معربا عن صدمته من تنظيم حدث من هذا النوع.
من جانبها قالت فاليري بويي العضوة بالجمعية الوطنية الفرنسية عن المدينة في تصريح لصحيفة ” لو باريزيان ” أن هذا النوع من المناسبات لا يحترم قوانين الجمهورية القائم أساسا على المساواة بين الرجل والمرأة معبرة هي الأخرى عن صدمتها القوية من ربط حياء المرأة بتغطية جسمها من عدمه.
هذا ودخلت الجبهة الوطنية ( اليمين المتطرف ) بقوة على الخط معتبرة أن هذا الأمر يصب في اتجاه ” أسلمة ” فرنسا وإخراجها عن هويتها الأساسية وهو ما عبر عنه ميشيل اميل عضو الجبهة عندما وصف هذا الحدث بـ ” اليوم الاسلامي ” معتبرا أن عددا من المسلمين يحاولون القطع بشكل إرادي مع ” النموذج الجمهوري ” المتبع من طرف المجتمع الفرنسي برمته.
وعلى الجانب الآخر اعتبرت جمعية ” سمايل 13 ” إن تنظيم هذا الحدث لا يتعارض أبدا من النظام الفرنسي القائم على الحرية الفردية، ما يحتم على الجميع احترام رغبة شريحة من النساء لا يرغبن في كشف أجسادهن أمام الناس لقناعات شخصية ودينية.
كما اشتعلت النقاشات على مواقع التواصل وعلى رأسها فايسبوك وتويتر خصوصا بين المناصرين لحزب الجبهة الوطنية وبعض المدافعين عن هذا الحدث، حيث اعتبر الفريق الأول أن تنظيم أيام ذات طابع ديني خطير على بنية المجتمع الفرنسي والنموذج الفرنسي السياسي والثقافي، فيما استغرب الفصيل الثاني صدمة بعض المعترضين في حين أن هناك عدة مسابح وشواطئ بفرنسا تمنع دخول غير العراة تماما للسباحة وقضاء اليوم، حيث يتم تخصيص مطاعم ومحلات تجارية للوافدين على هذه النوعية من المناطق.
ويعتبر هذا الحدث هو ثاني موعد يخلق جدلا واسعا بعد أن قامت مجموعة من التلميذات من المسلمات وغير المسلمات منذ حوالي 3 أشهر بتنظيم ” يوم الحجاب ” أو ” الحجاب داي ” من أجل التحسيس بالصعوبة التي تواجهها الفتاة المحجبة يوميا في ظل انتشار ” الاسلاموفوبيا ” نتيجة استهداف فرنسا من طرف تنظيم داعش، حيث قامت الفكرة على قيام عدد من التلميذات غير المسلمات خصوصا بارتداء الحجاب داخل كلية العلوم السياسية بباريس ما جعل بعض المدافعين عن ” علمانية فرنسا ” يطالبون بمحاكمة رئيس الجامعة لسماحه بتنظيم هذا النوع من الأيام الدراسية.