بطريقة مفاجئة، غريبة عن السياسات التي قطع على نفسه الوعد بتنفيذها، اعتبر دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الجمهوري الداخل مؤخرا للبيت الأبيض أن الاستيلاء الذي تقوم به السلطة الإسرائيلية على الأراضي الجديدة لضمها إلى المستوطنات، لن يساعد أبدا في التقدم نحو “السلام المنشود”، كما تحدث في ذات الحوار عن مسألة نقل السفارة الأمريكية للعاصمة الفلسطينية القدس، حتى يتم اعتماد هذه الأخيرة عاصمة حقيقية للدولة المحتلة.
المقابلة الصحفية التي أجراها دونالد ترامب مع الصحفي الإسرائيلي بوعز بسموت، نشرتها صحيفة “إسرائيل هيوم” أكبر الصحف الإسرائيلية، حيث قامت هذه الأخيرة بنشر مقتطفات من هذه المقابلة، على أن تقوم بنشرها كاملة يوم الأحد المقبل، حيث تطرق الحوار للعديد من الملفات الشائكة من قبيل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وأيضا لسياسة الاستيطان التي تنهجها دولة الإحتلال في الأراضي الفلسطينية.
وحول هذا الموضوع الأخير، قال ترامب :” ما تبقى من الأراضي أصبح محدودا، وفي كل مرة يتم الاستيلاء على أرض جديدة لصالح الاستيطان تتقلص الأرض الفلسطينية، وأنا من الأشخاص الذين يؤمنون بأن سياسة توسيع الاستيطان ليس جيدا للسلام، ومع ذلك فإننا نقوم بفحص الخيارات كافة”، وهو ما يعتبر تراجعا دبلوماسيا كبير لترامب، الذي كان أثناء حملته الاستيطانية.
كما تطرق ترامب لموضوع تغيير مكان السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس من أجل الاعتراف بهذه الاخيرة كعاصمة للدولة المحتلة حيث أفاد :” أطلب من إسرائيل التعامل بشكل منطقي مع السلام، الذي جاءت فرصته بعد زمن طويل، والذي قد يكون أوسع وأشمل من سلام فلسطيني إسرائيلي فقط، أنا أريد من الطرفين العمل بشكل معقول، ويوجد لدينا طرق معقولة لذلك”، مضيفا :” أنا أفكر في هذا الموضوع، وسوف نرى ما سيحدث، هذا ليس قرارا سهلا، لقد جرى بحث هذا الموضوع منذ سنوات طويلة، ولم يقدم أي شخص على اتخاذ هذا القرار، وأنا أدرس هذا الموضوع بجدية عالية”.
ترامب ورغم هذه التراجعات إلا أنه أكد على دعمه الكامل لإسرائيل حيث قال :” لن أقوم بإدانة إسرائيل طوال فترة رئاستي، أنا أفهم إسرائيل جيدا وأدعمها”، مؤكدا في ذات الوقت على قوة العلاقة التي تجمعه برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي سيكون ضيفا على واشنطن في الفترة المقبلة كأول زيارة رسمية يتلقاها ترامب من صديقته إسرائيل.
هذا وكان انتخاب دونالد ترامب قد أسعد كثيرا الداخل الإسرائيلي، سواء على مستوى القادة السياسيين أو حتى على مستوى رجال الدين اليهود الذي اعتبروا ترامب بمثابة المخلص الذي سيدافع عن اليهود ويحميهم من أعدائهم من العرب والمسلمين وباقي أعداء دولة إسرائيل بشكل عام، حيث كان عدد من الحاخامات قد أكدوا بأنهم صلوا كثيرا حتى يتمكن ترامب من الفوز في الإنتخابات الإسرائيلية ليست هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية، على اعتبار أن الداخل الاسرائيلي لم يكن راضيا عن تعامل الرئيس الديمقراطي باراك أوباما مع مصالح بلادهم المحتلة.