اعتبر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، أن المقارنة بين بعض المكالمات التي جمعت عددا من القيادات العربية والاسلامية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومكالمات أخرى جمعت ترامب نفسه مع قيادات غربية، تجعل المتلقي يستغرب كيف أن القيادات الاسلامية والعربية لم تكن هي المدافعة عن المسلمين والعرب الممنوعين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية.
وانتقد الكاتب في مقال له نشره على موقع “ميدل إيست آي” صمت الطيب رجب أردوغان، الرئيس التركي عن الحديث عن قرار حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة الأمريكية رغم اتصاله هاتفيا بدونالد ترامب، ولم يكن أردوغان وحده، بل سار على نهجه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والذي فضل هو الآخر الصمت بدل البوح والمواجهة.
وقارن الكاتب بين أردوغان وبيك ميركل وبين ما قامت به رئيسة الحكومة الألمانية أنجيلا ميركل التي قال عنها : :” المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استغلت أول مكالمة هاتفية لها مع ترامب بعد توليه الرئاسة، لتعطيه درسا حول ما الذي يعنيه أن يكون المرء من الموقعين على معاهدة جنيف (الخاصة بحقوق اللاجئين وعدم التمييز)”، متسائلا :” عن من يتكلم دفاعا عن المسلمين؛ هل العاهل السعودي سلمان أم الرئيس التركي أردوغان أم المستشارة الألمانية ميركل؟”.
وتابع الكاتب في تقرير :” هنالك مصدر سعودي فيع المستوى كشف لوكالات الأنباء أنه “ليس لديه علم بما إذا كان الزعيمان، ترامب وسلمان، قد ناقشا الأمر الذي أصدره ترامب وفرض بموجبه حظرا لمدة أربعة أشهر على دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأغلق الباب في وجه المسافرين إليها من سوريا ومن ست بلدان أخرى ذات أغلبية سكانية مسلمة”، حيث قال معلقا :” ذلك يعني أن سلمان لم يتفوه بكلمة واحدة حول هذا الأمر، ولعله أمسك لسانه عن التلفظ بشيء خشية ما قد يفعله بعد ذلك هذا الرجل المجنون الذي يقطن البيت الأبيض”.
واستطرد الكاتب في هذا الموضوع بالقول :” لقد كانت تلك الخشية، بلا أدنى ريب، هي المحفز على إسكات أفضل محلل للأخبار الدولية في المملكة العربية السعودية الصحفي جمال خاشقجي (وكان شيء مشابه قد جرى للأكاديمي والمستشار الإماراتي عبد الخالق عبد الله).. أم إن سلمان تصرف انطلاقا من حاجته الماسة إلى حماية الولايات المتحدة الأمريكية؛ تلك الحاجة التي تدفعه لأن يفعل كل ما في وسعه لكي يحظى برضى ترامب؟”، متسائلا :” ماذا يوجد لدى خادم الحرمين الشريفين ليقوله لترامب حول قراره منع المسلمين من دخول أمريكا، أو حتى بشأن التمييز الذي يمارسه رئيس الولايات المتحدة بين المسلمين والمسيحيين في البلدان العربية؟”.
وقام هيريست، بتشبيه حالة الملك سلمان بالحالة التي عليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والذي طلب منه من طرف قادة عرب بعدم التطرق للموضوع المحرج المتعلق باقتراح ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من تل أبيب عاصمة الدولة المحتلة، إلى القدس المحتلة، حيث جاء الطلب من داخل الجامعة العربية ومن داخل منظمة التعاون الاسلامي.
وانتقد كاتب التقرير سياسة الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان التي وصفها بالقاصرة، ذلك لأنه اختار الإصطفاف وراء الزعماء العربي الذي يمشون وراء ترامب، مضيفا :” الرئيس التركي أثنى على ترامب لأنه وضع مراسل السي إن إن في المكان الذي يستحقه، وذلك بعد أن رفض الرئيس الأمريكي قبول سؤال من مراسل الشبكة جيم أكوستا، وذلك ردا على قيام المؤسسة الإخبارية بنشر تقرير حول الجهود الروسية لاستضعاف الساكن الجديد للمكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض”، ثم متابعا :” لم يمض زمن طويل على أردوغان منذ أن صب جام غضبه على وسائل الإعلام الدولية؛ فقد اتهمها بنشر معلومات ملفقة حول احتجاجات ميدان غازي في عام 2013. إلا أنه لم يكن حريا به أن يعود بالذاكرة حول “السي إن إن” إلى ذلك العهد، فقد كانت “السي إن إن” التركية – وهي فرع عن “السي إن إن” الدولية – هي التي بثت نداء أردوغان عبر هاتفه الآي فون إلى الأتراك ومناشدته إياهم الوقوف بحزم في وجه المحاولة الانقلابية في يوليو الماضي”.