قام عبد الحكيم، نجل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ببعث برقية إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك عبر سفير الأسد في الأردن السابق بهجت سليمان.
نجل جمال عبد الناصر، زعيم المشروع القومي العروبي السابق قال في برقيته والتي تلقتها وكالة “معا” عبره مباشرة، والتي استهلها بتحية العروبة أنه واثق في بشار الأسد ونظامه في الحفاظ على المشروع القومي العربي، في إشارة إلى ما تم ترديده من طرف عدد من وسائل الإعلام، حول رغبة الدول المتدخلة في سوريا بإلغاء عروبة سوريا في الدستور السوري الجديد، الذي تصوغه العواصم المتدخلة في النزاع السوري، خصوصا تلك التي قامت بدعم الأسد بشكل مباشر كإيران وروسيا.
وقال عبد الحكيم في رسالته :” سيادة اللواء الأخ والصديق بهجت سليمان المحترم، أحييك بتحية العروبة وبعد، في مهب العاصفة الهوجاء التي أثارها ما أشيع عن “إلغاء عروبة سوريا في الدستور السوري المزمع صياغته”، الذي حلم به الاستعمار ووكلاؤه القدامى والجدد، نحيي، أولا، جيشنا الأول الجيش العربي السوري البطل وشعبنا السوري العظيم والقائد الصامد سيادة الرئيس بشار الأسد”.
وأكد عبد الحكيم على ثقته الكبيرة في بشار الأسد وفي نظامه حيث قال :” إن إيماننا بحكمة وصرامة القيادة السورية التي رفضت المساومات والمهادنات والمصالحات الاستسلامية مع الكيان الصهيوني وأسياده، ودفعت أثمانا باهظة، بسبب حفاظها على كرامة سوريا والإنسان العربي عموما، يعزز إيماننا بأن القيادة السورية الوطنية، لن تقبل بجرح قلب الأمة النابض بالكرامة والعزّة القومية والاعتزاز الوطني، ولن تسمح سوريا بالمساس بهويتها العربية، وستصون قلب الأمة والأمانة، وستظل سوريا وكل الوطن العربي بخير بفضل صمود سوريا وجيشها وشعبها العربي الأبي والوفي، لتاريخه وأصوله ولأمجاده”.
وختم نجل عبد الناصر، الذي كان في وقت سابق قد أعلن عن الإتحاد بين كل من سوريا ومصر التي كان يسيطر على حكمها، بعد أن كان قد أعلن عن الجمهورية العربية المتحدة بالقول :” أخي سيادة اللواء أبو المجد العزيز، حاول الاستعمار السابق والحالي، ضرب المشروع العروبي القومي، من خلال عملائه الرجعيين التقليديين، ووقف لهم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بالمرصاد وصدهم، كما يصدهم الآن الرئيس بشار الأسد، وهذا ما يجعلنا نطمئن على سوريا ء حامية المشروع القومي ء وعلى ثوابتها وعروبتها، وليخسأ العملاء وكل القوى الظلامية والرجعية”.
هذا وأفاد متتبعون أن المقصود بالقوى “الظلامية الرجعية” هي القوى الاسلامية، والتي كانت ولاتزال العدو المشترك بين كل من سوريا ومصر، حيث كان النظام البعثي يحارب كل الحركات الاسلامية بتهمة الإرهاب، وهو نفس الأمر الذي قام به النظام المصري منذ عهد جمال عبد الناصر، والذي كان قد ملأ سجونه بالإسلاميين من جميع التيارات سواء كانت حركية أو جهادية في الوقت الذي يعتبر فيه بشار الأسد أن ما يقوم به الآن ما هو إلا حرب على “الإرهابيين المتطرفين” على حد قوله.