قامت صحيفة “فرانكفورته ألغيمانه” الألمانية بشر تقرير حول قاسم سليماني، معتبرة أن الرجل هو الذي استطاع لعب دور هام بقيادته العمليات الإيرانية على الأراضي السورية منذ بداية تدخل إيران في الصراع الدائر في سوريا، بسبب رغبة الشعب السوري في إسقاط نظام الأسد، تماما كما حدث في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن.
وقالت الصحيفة الألمانية أن قاسم سليماني هو رجل إيران الحالي في سوريا، وقائد فيلق القدس الذي يتبع بشكل مباشر للحارس الثوري الإيراني وذلك منذ سنة 1998، كما أنه ساهم بشكل لا يمكن تغافله في بقاء نظام بشار الأسد بشكل كبير والذي ما كان ليصمد في وجه الإحتجاجات الشعبية لولا تدخل الميليشيات الشيعية في الأول وتدخل القوات الروسية جوا وبرا ثم جوا في الأخير.
كما ذكرت أن آية الله محمد إمامي كاشاني، خطيب الجمعة في طهران كان قد تحدث مؤخرا عن سيطرة قوات نظام بشار الأسد على شرق حلب، معبرا :” إن انتصار حلب هو انتصار للمسلمين على الكفار”، مضيفا أن هذا الإنتصار هو نتيجة للعزم والتصميم الكبير التي ظهرت بها القوى المقاومة.
كما اعتبر المنبر الإعلامي الألماني أن قاسم سليماني لعب دورا مهما بل ومحوريا في ترجيح كفة الحرب السورية لصالح قوات النظام السوري، حيث استقر منذ سنة 2012 في دمشق، وتمكن في وقت وجيز بتعاون مع قوات حزب الله اللبناني إعادة تنظيم قوات بشار الأسد والتي كانت قريبة كل القرب من الإنهيار، كما ساهم في تأمين كميات مهمة من الأسلحة والمعدات، بجانب قيامه بجنب عدد من المقاتلين في العراق والإيران وباكستان وأفغانستان، قاتلوا بجانب الأسد وهو ما مكنه من تكوين جيش شيعي يدين بالطاعة “لصاحب الزمان في طهران” وصل عدده إلى حوالي 50 ألف مقاتل.
وسنة 2014 حسب التقرير دائما، توجه سليماني إلى العراق، هنالك حيث أنشأ قوات الحشد الشعبي الشيعي، والذي يتهم بالقيام بعمليات تطهير عرقية ضد السنة، حيث وبعد شهرين من دخول تنظيم الدولة المعروف بداعش الموصل، نجح سليماني ولأول مرة في وقف زحف التنظيم عند بلدة أمرلي ذات الأغلبية التركمانية الشيعة في محافظة صكاح الدين؛ كما أنه قام بربط اتفاقيات مهمة مع الأمريكان من أجل تدعيم هجومه هذا جوا، للتتوالى إنجازات هذا القائد الشيعي سنة 2015، عندما نجح في استعادة مدينة تكريت العراقية من أيدي تنظيم الدولة الذي كان بعبعا انهار أمامه الجيش العراقي بشكل كامل، بسبب البروباغاندا الكبيرة التي يحيطها داعش بنفسه.
تحدتث الصحيفة عن سليماني الذي ولد سنة 1957 في محافظة كرمان وسط أسرة فقيرة، كما شارك في الحرب ضد العراق سنة 1980 على اعتبار انه جندي تابع للحرس الثوري الإيراني، كما احتفل الإيرانيون بسليماني على أساس أنه بطل كبير، في حين تصفه المنابر الاعلامية السعودية بالإرهابي ومجرم الحرب.
وقالت الصحيفة في الختام :” سليماني يدرك تماما حجم القوة والنفوذ اللذين يمتلكهما، حيث إنه كتب في رسالة إلى القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال بترايوس قائلا: “يجب أن تعلم أنني أتحكم في السياسة الإيرانية، كما أنني أسيطر على كل من العراق ولبنان وغزة وأفغانستان، وأسيطر الآن أيضا على سوريا”.