في تحليل جديد لحادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة على الهواء مباشرة عند عقده ندوة صحفية من طرف شاب تركي كان يقوم هو بحراسته، اعتبر باحث ومستشرق يهودي أن هذا الحادث له العديد من الدلالات على صعيد العلاقة المتوترة الجديدة التي نشأت بين الدب الروسي ودول العالم الإسلامي.
الدكتور إفرايم هراري، والذي يعتبر من بين أبرز الباحثين في مجال الثقافة الإسلامية، قال إن الروس والأمريكيين والغرب بشكل عام، سيكون عليهم دفع ثمن كبير بسبب رهانهم على الانضمام لجانب المحور الشيعي الذي تقوده إيران في المنطقة على حساب السنة، والذي يعتبرون أغلبية في العالم الإسلامي، متوقفا أن تتكاثر هذه العمليات الانتقامية التي يقوم بها السنة ضد المصالح والأهداف الروسية في العالم، بسبب المجازر التي قامت بها روسيا في العالم الإسلامي، خصوصا المجزرة الأخيرة بمدينة حلب السورية، دعما لنظام بشار الأسد، المحسوب على الطائفة العلوية النصيرية الشيعية.
واعتبر هراري في مقال له نشره على صحيفة “يسرائيل هيوم” العربية، التي تعتبر أحد الصحف الإسرائيلية الأكثر انتشارا أن التحالف الذي يقوده الغرب وروسيا مع إيران الشيعية، هو تجاهل خطير لحوالي 80 بالمائة من المسلمين في العالم، البالغ عددهم المليار ونصف المليار وغالبيتهم من السنة، مضيفا أن الشريعة الإسلامية تفرض على كل مسلم التصدي لكل من يمس الأمة الإسلامية حتى دون الحصول على إذن من سلطات الدولة التي يعيش فيها، مؤكدا في نفس الوقت أن قيام الروس بقتل السنة في سوريا على شكل خاص، سيزيد دافعية المسلمين لاستهدافهم في كل مكان هل ملك للمسلمين السنة في العالم.
وذكر الباحث الإسرائيلي بحقيقة أن هنالك 50 دولة تخضع للسنة في العالم، وهو ما يعتبر خطرا كبيرا على روسيا، مشيرا في نفس الوقت أن القصف الروسي الذي استهدف دون رحمة بيوت المدنيين والمستشفيات سيقود السنة دون شك إلى عدد من ردود الفعل العنيفة، لم يكن فيها اغتيال السفير الروسي سوى بداية.
وختم الباحث الإسرائيلي تحليله بالقول أن ورغم أن روسيا تؤكد على ضرورة التعاون والحفاظ على العلاقات مع تركيا، إلا أن بوتين ورفاقه من القادة الغربيين حسموا قرارهم بمواصلة دعم إيران والشيعة في العالم على حساب السنة، وهو ما لن يتغير حتى وإن أبدت بعض الدول السنية رغبتها في التعاون مع روسيا أو التقرب إليها، على اعتبار أنها الآن قوة كبيرة، سيزيد توسعها بعد صعود اليمين المتطرف في أمريكا وبعض الدول الغربية، التي عبرت عن إعجابها الكبير بسياسة بوتين الخارجية خصوصا في إستراتيجيته لمحاربة ما يسمى بالإرهاب.
هذا ولم يتم التعرف حتى الآن عن الطريقة التي من المفترض أن تقوم بها روسيا بالرد على اغتيال سفيرها في أنقرة، حيث أبدى بعض المتتبعين أن يستمر بوتين في الانتقام من كل هذه الأمور عبر مواصله إبادة الشعب السوري، وهو الأمر الذي تعتبره موسكو يندرج تحت بند محاربة الإرهاب.