اكان استهداف الانقلاب الفاشل للرئيس التركي واضحا اذ حدث بعد ايام قليلة فقط من اعتذار اردوغان لبوتين.كما لو كان الجنود التركيون يلومون اردوغان لكونه سلم في جزء من سيادة الدولة . و يذكر أن طائرة روسية قد استهدفت قرب الحدود التركية الروسية في بداية العام الجاري بذريعة اختراق الفضاء الجوي التركي و عقب هذه الحادثة، كادت الحرب أن تقوم بين روسيا و تركيا. حقا تم تفاديها لكن القادة الروسيين طالبوا باعتذارات من تركيا متخذين اجراءات مرغمة لها اذ أنها مست باقتصاد البلاد بشكل كبير.
من جانبهم، لم يرد الأتراك الاعتذار مؤكدين أنهم فعلوا ما فعلوه في اطار ما تفرضه السيادة أي أنهم دافعوا عن فضائهم الجوي ومشيرين الى انهم لم يقصفوا الطائرة الروسية الا بعد عدة تحذيرات.
لكن مادامت المسألة مسألة سيادة، لماذا اعتذر أردوغان للروس اذا . من خلال هذا الموقف، أراد أردوغان إلقاء اللوم على الجيش التركي، بغض النظر عن كون قرار اسقاط الطائرات الروسية اتخذ وفقا لقانون الدفاع عن الأمن الإقليمي لتركيا. الشيء الذي أثار غضب الجيش. بالنسبة لهم، قوض أردوغان الكبرياء و الشموخ الوطني لتركيا باعتذاره لروسيا.
بغض النظر عن هذا الحادث، تجدر الإشارة إلى أن تركيا راهنت على “صفرصراع” مع الدول المجاورة لها،خاصة أن لديها علاقات متدهورة مع معظم جيرانها.و من المحتمل أن تكون هناك علاقة بين التدخل التركي في شؤون البلدان المجاورة، المسبب لموجات من التفجيرات الإرهابية في البلاد، و بين هذا الانقلاب الفاشل. ثم ان تركيا خسرت المعركة العسكرية الدبلوماسية ضد روسيا على ارض سوريا. هذا ما يدل على أن القادة الاتراك لم تكن لديهم أي جيواستراتيجية واضحة، على عكس القادة الروس، الذين كانوا يعرفون منذ البداية، أنهم يريدون التدخل سياسيا وعسكريا في الصراع السوري.
ويذكر أن الطموحات الشمولية لأردوغان التي خنقت جميع الحريات في تركيا كادت أن تسلبه كرسيه الرئاسي. فبالنسبة للمخططين لهذا الانقلاب العسكري،كان الأمر متعلقا بإنقاذ الديمقراطية التي -وفقا لهم – مس الرئيس بأسسها.