لم تشهد الطبقات والفئات الكادحة الجزائرية في تاريخها المعاصر تدهوراً في المستوى العام للمعيشة وانهياراً للقدرة الشرائية والمكانة مثلما شهدت في السنوات الأخير. البطالة وأزمة السكن فمنذ سنوات اندفعت السلطة الحاكمة بفعل سيطرة جماعات من (الجنرالات والانتهازيين الجدد) و جلّهم من العلمانيين الذين ظهروا على سطح الحياة الاقتصادية والسياسية دون تاريخ سابق وراحوا يتسابقون في سرقة خيرات البلاد مستندين الى تغطية النظام وحمايته وتحت شعارات خادعة براقة من نوع : الاصلاح الاقتصادي وتحرير السوق إلى التصفية المنظمة للملكية العامة وبيع البلاد الى الاجانب. و تسارعوا في نهب المنظم للثروة الوطنية وإلى التدافع لإرضاء المؤسسات المالية الغربية بتنفيذ تعليمات البنك الدولي وصندوق النقد .الأمر الذي تسبب في تعريض الملايين من المواطنين الجزائريين إلى أزمات متفاقمة و مستمرة حوّلت أيامهم الى جحيم مقيم وعذاب لا نهاية له ادت ببعضهم الى الانتحار وببعض الاخر الى الهجرة.
بينما يموت المواطن العادي بتفكير في همومه فان فائقو الثراء من الجزائر لا يحرصون على تكديس ثرواتهم فقط وإنما يعيشون ببذخ أيضاً. ومثل نظرائهم في أي مكان آخر يعجبهم أن يتباهوا بما ينفقوه على أشياء لا مثيل لها والمرور بتجارب نادرة في الحياة في استعراض لثرواتهم الوفيرة. و ولعهم بالسيارات الفاخرة وكل واحد فيهم عنده أسطول من سيارات رولز-رويس ومايباخ والفيراري ويمتلكون عقارات الفاخرة في دبي وخاصة بجزر النخيل التي تعتبر أضخم جزر صناعية صُمِّمت على شكل شجرة نخيل . ولا ننسى امتلاكهم العقارات الفاخرة بلندن الواقعة بشارع بالاس غرين بمنطقة كنزنغتون. اما العقارات الفخمة في فرنسا حدث ولا حرج فبمجرد دخولك الى اي حي راقي في فرنسا لابد ان تجد فيلا او شقة خيالية يمتلكها ثري جزائري.
إن الرمز الدال على ذروة المنزلة المرموقة هو امتلاك الطائرات الخاصة. إنها من الكماليات الواجب امتلاكها بين اثرياء الجزائر الذين يحبون السفر. و يملك الأثرياء الجزائريين ما مجموعه 60 طائرة خاصة. وتتراوح أسعار الواحدة منها ما بين 4.5 مليون دولار للطائرات الخفيفة و 310 ملايين دولار للطائرات الضخمة. وتتضمن قائمة مالكي هذه الطائرات (جنرالات و وزراء و رجال اعمال) وزائد امتلاك الطائرات الخاصة هناك إحدى دلالات التفرّد المهيبة بالنسبة لأثرياء الجزائر هي امتلاك اليخوت الفاخرة ونظراً لعدم كفاية البنية التحتية في الجزائر يُجبَر العديد من الأثرياء الجزائريين على ترك يخوتهم الفاخرة لترسوا في موانيء عبر البحار والمحيطات بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة وحوض البحر الأبيض المتوسط
ان قضاء العطلات بالخارج يأتي على رأس جدول أعمال أثرياء الجزائر. وكغيره من اثرياء العالم يحبون أخذ استراحة من الروتين المرهق ليقضوها في سويسرا او النمسا وغيرها من بقاع الأرض حيث توجد وفرة من جمال الطبيعة و يستمتعون بثلاث رحلات مُترفة في العام الواحد و ينفق كل واحد منهم أكثر من 200 ألف دولار سنوياً من أجل الاسترخاء. و بينما تظل دبي وسنغافورة الأكثر شعبية كوجهة تسوق جذابة لهم إلا أن العديد منهم يفضل قضاء العطلات في حوض البحر المتوسط أو البحر الكاريبي.
ان في وطننا الحبيب الفقير يزداد فقرا والدولة تزيد من مص ما تبقى من قطرات الذم في جسمه اما الغني فيزداد ثراء و لا يعرف شيء اسمه تقشف بسبب ازمة البلاد الاقتصادية المهم هو وأسرته يتمتعون والبقية يذهبون الى الجحيم .