أولا / لنرى كيف استرسلت الإحداث في البداية وفي قمة الوعي والاحتجاج الحضاري منع المئات من سكان ولاية ورقلة في الجنوب الجزائري إقامة حفل فني بوسط المدينة في إطار تظاهرة فنية حملت عنوان “لنفرح جزائرياً” وهي في أصل لنبكي ونلهي جزائريا عن قضاياه المصيرية المهم دعا السكان المحتجون إلى تحسين ظروف معيشتهم بدلاً من إقامة المهرجانات التي يرونها إهداراً للمال العام حيث في الساحة المقابلة للمسرح أدى المحتجون صلاة العشاء ورفعوا بعدها شعارات مطالبة بخفض فاتورة الكهرباء وبناء المستشفيات وشهدت الوقفة الاحتجاجية حضوراً مكثفاً لعناصر الأمن هذه الحركة والتي قام بها المواطنون لا يجب أن تمر مرور الكرام مباشرة بعد أيام وقعت مجزرة في جبل بيسي عزابة والحصيلة الأخيرة 12 شهيد 30 جريح ويبقى توقيت المجرزة يطرح عدت تساؤلات.
ثانيا / الوضع الحالي ببلادنا فالفقراء يشكلون غالبية الشعب الجزائري وهم من يعانون من إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي ينتهجها النظام كما أنهم الأقرب للتحرك والاحتجاج نظرا لأنهم ليس لديهم ما يخسرونه بكل ما تعنيه الكلمة من معني فالانتفاضة الشعبية المقبلة لن يكون جوهرها مظالم سياسية أو بحثا عن عدالة اجتماعية وإنما يمكن أن تحدث تلك الانتفاضة بسبب أن الناس استهلكت ولم تعد قادرة علي تحمل نوعية الحياة التي تعيشها وهو أمر أخطر بكثير.
ثالثا / قادة الجيش الجزائري بدؤوا عرض خلافاتهم بشكل علني غيرِ مسبوق وهو ما يُشير إلى هشاشة سلطة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومن معه فحدّة الصراعات من أجل السلطة وتوترات غير مسبوقة ضد القايد صالح قبيل انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل فالمسؤولين في الجيش الجزائري ليسوا كتلة واحدة خلف الرئيس بوتفليقة المرشح الأبرز للانتخابات المقبلة.
رابعا / ما لم ينجح نظام الجنرالات في إحداث تحول دراماتيكي لتحسين الاقتصاد وخلق المزيد من الوظائف للشبان الجزائريين العاطلين عن العمل فإن صبر الجزائريين سوف ينفد وفي حال استمرار التدهور في الموقف الاقتصادي والأمني في البلاد ستكون هناك احتجاجات شاملة وستكون فرصة لدى الجيش للتخلص من القايد صالح وبوتفليقة معا لصالح بديل مفضل لديهم وهذا ما يؤكده الخبراء أنه في حالة وجود وحدة في موقف الجيش فإنهم سيكون بمقدورهم التخلص من القايد صالح وبوتفليقة معا بنفس السرعة التي تخلصوا بها من الجنرال توفيق.
خامسا / النظام يريد لنا أن نبقى رعاع ويستغلنا بكل احتقار وليس مستبعدًا على الإطلاق أن يكون توقيت مجزرة عزابة من جانب جنرال قايد صالح قبل مسرحية الرئاسة بأقل من سنة مقصودًا في حد ذاته لتحقيق هدفين: الأول أن تكون ذريعة لتأجيل المسرحية بحجة تطوير عمليات الهجوم على مواقع تنظيم القاعدة وداعش والهدف الثاني هو القيام بتشديد الحصار على وعي الشعب والمعارضة النزيهة.
سادسا / مند عصر الديناصورات وأقوى جيش في العالم كما تسوقه لنا الصحافة الصفراء يحارب عشرة أشخاص في الجبل !!! فهذه المسألة أصبحت محرجة جدا فقد شاعت أجواء من الشكوك وعدم الثقة ذلك أن الجيش الشعبي مصنف من العشرين عالميا ودائما ما يتم التباهي بذلك في الفضائيات والصحف ولا يمكن تصور أن عدة عشرات من المسلحين أيًّا كان تدريبهم أو تسليحهم أو قدرتهم على المراوغة يمكن أن يستغرقوا كل هذا الزمن من أجل دحرهم وإنهاء خطرهم أو أن المؤسسة العسكرية لم تتمكن من هزيمتهم على مدار السنوات 30 الماضية! ! ! والمثير في الأمر أنه تم القضاء على تنظيم داعش في سوريا والعراق كما تمكن عدة مئات من المسلحين التابعين لمدينة مصراتة الليبية المسماه بدرع ليبيا من القضاء على التنظيم عندما استولى على مدينة سرت وضواحيها وسط البلاد.
سابعا / هناك معلومة حصرية تقول أن بعض رجال الأعمال وجنرالات كبار حاليا وسابقين يضغطون على محيط بوتفليقة من اجل الإطاحة بالقايد صالح حيث بات الفريق بن علي بن علي المرشح الأول في القوات المسلحة لخلافة قايد صالح في حالة اقالته والسبب الرئيسي لترشيح الفريق بن علي بن علي هو أن الرجل الآن هو الضابط الأعلى رتبة في الجيش الوطني الشعبي بعد رئيس أركان الجيش و قال مصدر مطلع إن الرئيس بوتفليقة سيصدر في الأيام أو الأسابيع القادمة أوامر تتضمن تعيينات جديدة على رأس فروع مختلفة للقوات المسلحة في إطار عملية تجديد القيادة.