من آيات النفاق أن يتراجع الشخص عن كلامه أو ينقلب على مبادئه حينما يتعلق الأمر بحالة تخصه ومن آيات النفاق الأكبر أن يختار الإنسان تركيبة منافق بامتياز للدفاع عن مصالحه بدافع كن في صف القوي ظالما أو مظلوما فمثلما كان متوقعا فبعد أن طلب مقري من قايد صالح التدخل في الانتخابات الرئاسية القادمة رد هذا الأخير على طلب مقري وقال أن الجيش ملتزم بمهامه الدستورية داعيا إلى عدم إقحام مؤسسة الجيش في المتاهات أو الزج بها في الصراعات السياسية وأضاف أصبح من الغريب وغير المعقول أن يتم الزج بالجيش الوطني الشعبي في الصراعات السياسية مع اقتراب كل استحقاقات وطنية.
الغريب في الأمر أن مقري كان سعيدا برد قايد صالح فقال نحن سعداء جدا أن قائد الأركان يؤكد أن المؤسسة العسكرية لا تتدخل في الشأن السياسي لأنها في استحقاقات سابقة كانت تتدخل في الشأن السياسي !!! نعم وكما هو معتاد لدى تجار الدين المجبولين على اللؤم والنفاق سرعان ما يغيرون كلامهم وألان نرى مقري يشيت للجيش وقايد صالح ويغدق عليه بالمديح بتعابير تملقية بئيسة في محاولة مفضوحة للتقرب من الجيش بالقول أن حزب حركة مجتمع السّلم يؤمن بالإصلاح في نطاق الثوابت الوطنية وعلى رأسها الجيش الشعبي وإن النخبة الجزائرية لا تستطيع مجاراة الإيقاع الإصلاحي الذي عبر عنه قايد صالح !!! نعم كل يوم نصب جام غضبنا علي تجار الدين سواء من جماعات الإسلام السياسي أو رجال الدين أو النظم السياسية ولكننا دائما نغفل أن أي عملية تجارية لها طرفين بائع ومشتري فإذا كان رجال الدين والسياسيين هم البائعين فنحن من يشترى نعم نحن شركاء في الجريمة لأننا نشترى البضاعة الفاسدة الراكدة رغم علمنا بذلك لمجرد أن البائع قد غلفها بغلاف من الدين نحن من يخاف نزع غطاء الدين عن الفاسدين من رجال السياسة والمستبدين من الحكام ماذا لو توقفنا عن الشراء؟ فقوانين العرض والطلب في الاقتصاد تقول أن البضاعة ستركد وان التاجر سيخسر وسيكون عليه إما تغيير النشاط أو التسول هكذا ببساطة علينا التوقف عن شراء البضاعة الفاسدة حتى وان كانت معبأة في عبوات دينية جميلة المظهر مسمومة الجوهر علينا رفض الاستبداد السياسي حتى لو كان المستبد يخرج علينا كل يوم مصلياً ذاكراً داعياً الله لذلك علينا أن نرمي مقري وباقي الأحزاب إلى مزبلة التاريخ.