ان اكبر مشاكل البلاد الان من تخلف وجرائم وصراعات عرقية فى الاطراف (غرداية) هى نتاج تفشى الجهل و الامية وضعف حال المدارس وعدم توفر مناهج التعليم التي تزرع القيم والمبادئ في الاجيال القادمة فقد اصبح التعليم الممتاز متوفر لأصحاب المال والمناصب العليا اما ابناء الشعب يفقدون فرصتهم فى التعلم ويكون الضياع والحسرة معينهم وكافلهم لمواجهة تحديات الحياة المعقدة يوما بعد الاخر وتظهر اثار هذا التعليم المتدني و الفاسد فى ارتفاع نسبة الظواهر السلبية من مخدرات واغتصاب وعطالة.
ان في حياة كلٍ منا ثلاثة أجيال تحدد مسيرته الآباء الذين صنعوا الحاضر بما قدموه في الماضي وهم جزء من حياتنا ونحن الذين نعيش الحاضر من أجل بناء المستقبل والأجيال القادمة التي تتأهل علميا وتربويا لحمل راية هذا المستقبل إلى آفاق جديدة للوطن والمجتمع.ولان اجيال القادمة هي التي تحمل الراية فكان لابد التركيز عليها لان في الحروب القديمة كان يطلب استهداف حامل الراية وقتله في اقرب وقت لإحباط معنويات الجنود وقتل أمالهم وأحلامهم في تحقيق النصر.
فكيف ارادوا قتل من يحمل الراية في الجزائر :
نشر سموم خطيرة في كتب ومقررات الجيل الثاني فبدؤوا بسم يقطع روابط الصلة بين الاجيال القادمة والقضية الفلسطينية وذلك من خلال الصفحة 65 من كتاب الجغرافيا التي تعترف بالكيان الصهيوني عبر خريطة لدولة فلسطين كتب عليها اسرائيل . ثم سم اخر يمس مساحة الوطن حيث حمل كتاب التربية المدنية خطأ فادحا يقلل من مساحة الجزائر ودورها الإفريقي بعد أن صنفها كثاني دولة من حيث المساحة بينما هي تحتل حاليا المرتبة الأولى . ثم سم اخر يقتل تلك الصورة التي تتجسد عند اطفالنا حول نساء الجزائر الحرائر امهاتنا اللواتي انجبن الشهداء فقد وردت صورة في كتاب الابتدائي في الصفحة 61 من معرض الكتاب وفيه تظهر صورة لمجموعة من السيدات إحداهن لا ترتدي خمارا تطالع الكتب مع ابنها الهادئ فيما تقوم سيدة محتجبة بإسكات ابنها الباكي في إشارة إلى الفرق بين المرأة المتفتحة الشبه فرنسية والمرأة الجزائرية الحرة فهم يريدون ان يظهروا امهاتنا على انهن نساء متخلفات لا يفقهن اسلوب التربية والتعليم بالمقارنة مع المرأة التي تعيش على النمط الاوروبي . ثم سم يقتل الحياء والحشمة ونعرف اهمية الحياء والحشمة في الحفاظ على روابط الاسرية .ففي درس التكاثر عند الحيوانات في الأطوار الابتدائية وعند الإنسان في كتاب العلوم الطبيعية للسنة الأولى متوسط فقد تضمن الكتاب صورا خادشة للحياء وتفاصيل دقيقة عن عملية الولادة لا تتناسب مع المرحلة العمرية للتلاميذ المتلقين ضاربين عرض الحائط كل المواثيق الدولية التي تقول ان التلاميذ في سن معين لا يجب ان تأخذ مثل هذه الدروس لان لها تأثير سلبي على سلوك الاطفال.