ليس سرا إن جهود الدولة في تعويض 1000 مليار دولار والتي اختفت من مداخيل البترول قد باء بالفشل فبعد سنوات طوال من السرقة المتواصلة لمئات الملايير من الدولارات الأمريكية لا بل ومن مختلف أنواع العملات العالمية والتي لم تستثمر بالطريقة الصحيحة أو حتى المحافظة عليها مما جعل صناديق الدولة فارغة وتوقفت بحبوحة أسعار النفط عن التنقيط في جيوب المسؤولين لذلك فإن الهدف اليوم أصبح جيب المواطن لتعويض 1000 مليار دولار.
فلقد أثار مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2018 جدلا واسعا و بالأخص فما يخص رفع حقوق الطابع المتعلق بجواز السفر و بطاقة التعريف البيومترية بحيث يقضي مشروع قانون المالية التكميلي برفع حقوق الطابع المتعلقة بالبطاقة البيومترية لكي تصبح 2500 دج أي ما يقارب 18 يورو و إذا تم المصادقة على المشروع ستصبح بطاقة التعريف الجزائرية أغلى من بطاقات التعريف الأوربية حيث أنه في فرنسا مثلا بطاقة التعريف مجانية و أنه في أغلب الدول الأوربية الأخرى لا تتجاوز قيمة الحصول على بطاقة الهوية الوطنية 15 يورو في ألمانيا وبلجيكا تبلغ قيمة بطاقة الهوية 08 يورو وفي إسبانيا 06 يورو مع الإشارة أنه في بعض الدول الأوربية كالدانمارك مثلا بطاقة الهوية ليست إلزامية بحيث يمكن إثبات الهوية بأي وثيقة رسمية والمواطن الزوالي ينتظر من حكومة إعلان نوايا أو وعد يبتدئ بـإن حكومتنا السعيدة تنظر بعين العطف والشفقة لتمكين المواطنين من البقاء على قيد الحياة على تراب أرضهم وتحت سحاب وطنهم ولأن الضرب في الميت حرام كما يقال فإن الحديث مع حكوماتنا المسكينة بات ضربا من الجنون فكيف نطلب من مصاص الدماء صاع شعير وكيف نطلب من لص كيل طحين وكيف نناقشها بخصوص قانون مالية لم تعلم عنه شيئا وكيف نطلب منها أن تصلح أحوال عموم الناس وهي عاجزة عن إصلاح أبواقها الإعلامية ووقف الانهيار في إعلامها الرسمي كيف نطلب منها خبرا وهي آخر من يعلم أيها المواطن الكفيف لا تطلب من كسيح أن يقودك فعصاك دليلك تلمس بها طريقك إن وجدت ريحها فرائحة الموتى كريهة والخطيب ينصح الأحياء عل واحد منهم يسمع القول فيعقله ولكن هيهات هيهات كيف لألف خطيب يقفون خطباء وسط مقبرة فهل يسمع الأموات صدى الآهات هيهات هيهات .
نعم إنها سياسة مصاصي الدماء لرئيس الحكومة ففي الوقت الذي يقدم فيه جميع الامتيازات للجنرالات و المقربين منه و مافيا المخدرات والتهريب ولنفسه مادام يتقاضى أموالا طائلة من أموال الشعب مقابل الصمت عن الانتهازيين و الإقطاعيين الذين يمتصون دماء الطبقة الكادحة من عمال و فقراء الدين يعانون أصلا من فقر الدم بقراراته الغير الشرعية .