قبل أيام اهتزت المخابرات العالمية في أمريكا وروسيا على بيانات تصلها إتباعا من محركات البحث كغوغل ومواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر كلها تبحث على فيديو اسمه (فيديو تاع زاكي) فاستغرب الجميع كيف يعقل أن شعب بأكمله يبحث عن هذا الفيديو هل الأمر يتعلق بعالِم كبير أو مخترع اخترع شيء عظيما سيجعل الجزائر في مصاف الدول العظمى ولكن عندما شاهدوا الفيديو فرحوا كثيرا لأنهم عرفوا أنه لا خوف من الشعب الجزائري فتخلف يعشش في العقول.
مجتمعنا يعاني من كبت جنسي كارثي هذه هي الحقيقة ولا يجب علينا أن ندعي غير ذلك فالكبت الجنسي نراه في كل نواحي حياتنا يوميا افتح صفحات الجرائد واقرأ عدد حوادث الاغتصاب وعدد حالات التحرش الجنسي اللفظي والحركي تابع دوريات ونشرات مراكز حقوق الإنسان والرصد لتعرف ففي مجتمعنا يبدأ الكبت في عمر الطفولة عندما يتربّى الطفل على كبتِ أفكاره وآرائه ولاحقاً يتوسّع ليطالَ رغباته وصولاً إلى غرائزه الجنسية حتّى لو في الإطار المقبول اجتماعياً (الزواج). ومن المعروف بأنّ الكبت الجنسي لا سيّما عند النساء يمكن أن يؤدي إلى عدّة مشكلات نفسية وسلوكية خصوصاً مع الزوج ومن هذه المشكلات العقم الجنسي وصولاً إلى البرودة الجنسية. أمّا الكبت الجنسي عند الرجل فقد يؤدي إلى الانحرافات الجنسية والاغتصاب فقد ساعد الكبت الجنسي على ظهور جيل عنيف لا يعرف معنى العواطف والمشاعر حيث ركَّز فرويد على وجود علاقة متينة ما بين الكبت الجنسي والاضطرابات النفسية. ومن هنا فالقمع السياسي شأنه شأن الكبت الجنسي وفي مجتمعنا يبلغ الأمر ذروته بشكل ينذر بكارثة اجتماعية تدمّر البلاد فالعلاقة بدون شكٍّ متوترة ومأزومة والقمع منظّم ومشّرع سواء المعلن منه وغير المعلن حتى عندما يدعي النظام أنه ديمقراطي أو مستقر أو في بحبوحة مادية ورخاء اقتصادي ويحاول أن يخرج للمجتمع الدولي على أنه نموذج فعند التدقيق في تركيبة البنية المجتمعية عندنا نجد أنّ الشعب يعاني الكبت والقمع الذي يأخذ مناحي متعددة للتعبير بدءًا من التذّمر أو انتشار الشذوذ وصولا لأعمال العنف. فالشعب الذي قمع لفترات طويلة وعوقب واضطهد ومنع من ممارسة حقوقه الإنسانية وحريته قد تحول مع مرور الوقت إلى قنابل موقوتة من حيث لا يدري وأخذ التعبير عن العنف فيه مناحي متنوعة وأصبح التطرف في المواقف وردود الأفعال سمة تسم مجتمعنا ولا فرق في التطرف في كونه تطرف يقف خلف شعارات دينية أو تطرف يقبع خلف شعارات علمانية ذلك أن الغريزة إذا مُنعت كلًّيًا من الإشباع الضروري لحاجاتها فإنها تصبح في منتهى القوّة ولها سلطة يمكن أن تحول الكائن الإنساني إلى الهوس والهلوسة كما المخدّرات.