يقول الكاتب الأورغواياني الشهير دَوارْدُو غالْيانو: إن أسوأ ما يمكنك ارتكابه بحق المواطن هو أن تسلبه قوتَه وتحط من كرامته وهذا أسوأ من قتْله فلا تتلاعبوا بأرزاق الناس وتقطعوا أملهم في الحياة.أصبحت تهمة المواطنين المغتربين في الدول التي يعملون فيها هي أنه جزائري والجزائري لا قيمة له في وطنه فما بالك به خارج بلده وما حدث للمواطنين المقتولين باسبانيا وليبيا يفسّر ما يحدث لكافة المواطنين ممّا يندى له الجبين والحقيقة هي أزمةُ الإنسان الجزائري بوجه عام وهي الأصل في كل الآثام.
إذن لماذا سنستاء مما قد يحدث للمواطن في الداخل أو في الخارج وهو يحمل ذُلَّه من وطنه وتُهمتُه هي جزائري ؟ لو قتل فرنسي أو أمريكي أو بريطاني مواطنا في الجزائر وكانت التهمة حقيقية لأُطلِق سراحُه فورًا ولقيل (ديبلوماسية la raison d’état) وهذا بفضل سفارة دولته ببلدنا فالسفارة عبارة عن بعثة دبلوماسية ترسلها الدولة إلى الدول الأخرى لتمثيلها والدفاع عن مصالحها ولتسهيل أعمال وشؤون مواطنيها المقيمين في الدولة المضيفة هذا دور السفارة فهل تؤدى سفارات الجزائر هذا الدور أم أن هذه الكلمات لا تتعدى كونها أقوال تنظيرية لا علاقة لها بالواقع؟ هل تعرف ما هو الدور الذى تلعبه سفاراتنا بالخارج ؟ هذا السؤال يردده كل من يعمل بالخارج من الجزائريين لان حقوق المواطنين للأسف مهضومة بالداخل و مهضومة بالخارج أيضا .ولو تطرقت لنماذج الجزائريين المقيمين بالدول الأجنبية لوجدت ماًسى كثيرة يتعرض لها الجزائريين بالخارج وبعض السفارات الجزائرية بدل من تمثيلها ودفاعها عن حقوق المواطنين في بعض الأحيان تكون عقبة في طريقهم لحصولهم على حقوقهم فغالبية المغتربون يؤكدون أنهم على عكس غيرهم من المغتربين الذين يستغيثون بسفاراتهم لحظة الاحتياج والأزمة لأنها المنوطة بحمايتهم ومساعدتهم فهم يتحاشون التعامل معها فمن وجهة نظرهم كلما ابتعدوا عن السفارة كلما كانوا في أمان يقول احد الشباب يعمل في اسبانيا المسئولون في السفارة لا يعطون المغتربين هنا أي اهتمام وفى حال وجود مشكلة فلا جدوى من اللجوء للسفارة ويشير الشاب إلى أنه إذا رغبنا في استخراج أي مستند فإننا نصادف متاعب ومصاعب لا نهاية لها وربما وصل الأمر إلى حد الإهانة من قبل المسئولين مضيفًا لدي أقارب وأصدقاء يعملون في اسبانيا وهم بالفعل يعانون من مشكلات مع المشغلين وقدموا شكوى عديدة للمسئولين أحيانًا لا يجدون ردًا وأحيانًا تأجيلات ومماطلات دون جدوى ويمتد ذلك لسنوات.
المواطن الجزائري لا قيمة له لا داخل الوطن ولا خارجه هل المواطن مجرد رقم يستعمل في نسبة المشاركة في الانتخابات فقط ؟ هل هو مجرد صوت يسمحون له أن يكون داخل صندوق مرة واحدة في كل خمس سنوات ؟؟ هل المواطن مجرد زبون لشركات الحركي فقط ؟ هل هو مجرد مستهلك لمنتوجات شركات النظام فقط ؟ هل هذه هي العلاقة بين الحاكم والمحكوم ؟؟ هل هذا هو المعنى الحقيقي للدولة والوطن ؟؟ هل هذه هي العلاقة السليمة بين الحاكم والمواطن ؟؟ من يكون المواطن الجزائري ؟ وما هي قيمته ؟ لماذا لا احد يحترم المواطن الجزائري خارج البلاد ويتم استغلاله أبشع استغلال وإذا اشتكى يتم قمعه من كل مكان حتى من سفارة بلاد لماذا كل هذا ؟؟.