المصريون يلعبون بروح قتالية و وطنية كبيرة بالمقارنة مع معظم المنتخبات العربية الأخرى إنهم يلعبون لشيء واحد اسمه العلم المصري و حب الوطن نعم نحن نشاهد الكثير من المباريات في مختلف الدوريات الأوروبية ونتوقع الفريق الفائز قبل أن تبدأ المباراة وفقا لعدة معطيات منها الفوارق الفنية على المستوى الفردي والجماعي وكذلك الفوارق الرقمية من خلال موقع كل فريق في سلم الترتيب ولكن في بعض الأحيان تسقط هذه الترشيحات المسبقة في الماء عندما تتجلى الروح القتالية عند الفريق لم تنصفه الترشيحات فالروح القتالية والحماس والتركيز تعتبر سلاح فتاك ودائما ما يقول كلمته وينتصر على الإمكانات الفنية والمهارة الفردية.
روح الفريق والقتالية العالية مفتاح الفوز للمنتخبات العالمية تلك الروح التي يراهن عليها كل من سبقونا في عالم كرة القدم هي المفتاح الأمثل لتحقيق الانتصارات في المباريات الدولية عند الخوض في غمارها. تلك الروح القتالية التي تدفع اللاعب للتحرك بسرعة فائقة والتركيز بصورة كبيرة لأداء مهامه داخل المستطيل الأخضر طوال تسعين دقيقة لكسب احترام وتقدير الجميع بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها المباراة. تلك الروح التي افتقدها منتخبنا (مع الأسف) في السنوات الأخيرة والتي دفعت بنا بعيداً عن الظهور والسطوع في سماء الكرة العالمية مع اقتراب انطلاق عرسها الكروي بروسيا . في إيطاليا يطلقون عليها كلمة غرينتا وهي تعني الحماس والروح القتالية العالية التي تتصف بها المجموعة ككل بقيادة مديرها الفني وتعبر عن قوة موحدة يؤدي بها كامل أعضاء الفريق حيث يشتعل اللاعبون بالحماس والندية والإثارة لتحقيق نتيجة إيجابية وبهمم وجدية يصعب كسرها في أي وقت من أوقات المباراة والغرينتا هي السر الحقيقي الذي يميز الأزوري عن غيره من المنتخبات الأوروبية. ذلك السر الذي دفع بإيطاليا لأن تتوج بلقب كأس العالم لأربع مرات خلال تاريخها العريق وأيضا الغرينتا هي السر الحقيقي الذي يميز الفراعنة عن غيرهم من المنتخبات العربية .ومن هنا علينا ألا ننسى الإعلام لأنه أحد أهم العوامل التي من شأنها التأثير على الروح والقتالية العالية والأداء العام لأي لاعب، والتركيز الإعلامي على ما يدور داخل المستطيل الأخضر في القارة العجوز هو السر الحقيقي لبروز اللاعبين المحترفين حيث إن أسهم النقد البناء هي ما يدور في خلد تلك المنافسات الأوروبية القوية، وقل ما نجد من الإعلام والبرامج التلفزيونية الأوروبية التوجه للبحث عما يدور خارج الميادين الخضراء بهدف خلق البلبلة والإثارة المصطنعة لاجتذاب اهتمام الناس، بل أن التركيز دائماً ما يكون حول التميز والإبداعات والأضواء دائماً ما تتجه حول النجاحات، والنقاش دائماً ما يدور حول الإصلاح والتحسين والتطور وليس من أجل التقليل والإهانة والتدهور عكس إعلامنا الذي يبحث دائما عن خلق البلبلة وهذا ما ينعكس على اللاعبين.
في الأخير لا يكفي أن يكون عندنا لاعبين من ناحية التقنية ممتازين لأن هذا لا يكفي فالمهم في المباريات هو روح الفريق والقتالية العالية ورفع العلم و حب الوطن للفوز أما المراوغات والقنطرات الصغيرة لا يذكرهم التاريخ .