الاحتفال بالسنة الميلادية وإهمال الاحتفال بالسنة الهجرية يتحمّل فيه الإعلام بدوره نصيبا من المسؤولية لأن الإعلام في بلادنا والذي تتحكم فيه الدولة يقوم بكل ما في وسعه لطمس الهوية الجزائرية بعدما أدخل الثقافة الأجنبية إلى كل بيت بسبب المسلسلات الأجنبية التي تتمّ ترجمتها إلى اللغة العربية والتي تجعل سلوكيات الناس تتغير حيث يتخلون عن عاداتهم وينبهرون بالعادات والثقافة الغربية في الوقت الذي يوجد هناك فراغ في البرامج التي تهتمّ بالثقافة المحلية كنوع من الاستلاب الفكري لأن الإعلام عندنا في الجزائر لا يركز على مناسبة حلول السنة الهجرية مثلما يركز على السنة الميلادية لأننا نتبع التقويم الشهري الميلادي وليس الهجري فأغلب الجزائريون لا يعرفون حتى أسماء أشهر السنة الهجرية وتريدونهم أن يحتفلوا بها.
السبب الذي يجعل الجزائريون لا يحتفلون بالسنة الهجرية على غرار باقي شعوب البلدان الإسلامية في الوقت الذين يحتفلون بالسنة الميلادية حسب رأي أغلب الذين استقى موقعنا آراءهم هو الانبهار بالثقافة الغربية بالدرجة الأولى أو عقدة الأجنبي والتي تعني تفضيل كل ما هو آت من الغرب أو من عند النصارى فالجزائريون يعتقدون أنهم كلما تشبهوا بالنصارى يصيرون أكثر تحضرا حسب تعبير عبد القادر ويضيف إن المواطنين يحتفلون بالسنة الميلادية لأنّ ذلك يمنحهم إحساسا بأنهم يشتركون مع الغرب المنبهرين به في شيء ما ولو ليلة واحدة ما داموا يحتفلون بنفس الشيء. في هذا الإطار يضيف سعيد بأن الاحتفال بالسنة الميلادية وإهمال السنة الهجرية يرجع إلى الإعجاب بثقافة الغرب ومخلفات الاستعمار والتقليد الأعمى كل هذه الأسباب يقول رفيق جعلت الشعب الجزائري يتنكر لتقاليده وأصله وأصبح يجري لاستنساخ كل ما هو غربي فرنكفوني.
في مقابل التجاهل الذي تمرّ فيه مناسبة حلول السنة الهجرية في المدن الكبرى فهناك في القرى والمناطق الصغرى ما زال الناس يقيمون احتفالات بسيطة بهذه المناسبة وهناك اسر تحرص على الاحتفال بمناسبة السنة الهجرية حيث يدوم الاحتفال يوما كاملا تتخلله بعض الطقوس منها شراء أزياء جديدة لأطفال.