برامج رمضان لا تختلف كما هو معتاد في كل سنة عن سابقتها ولكن تختلف اختلافا جذريا عن البرامج في الأيام الاعتيادية لذا نجد القنوات تتهيئا قبل رمضان بفترة طويلة محاولة جذب انتباه المشاهدين لما تقدمه من برامج مختلفة تتنوع ما بين البرامج التافهة و المسلسلات الرديئة و لعل المقالب أو الكاميرا الخفية إحدى هذه البرنامج التي تطل علينا خلال هذا الشهر الفضيل , ومنها برنامج “رانا حكمناك VIP “2017 للكاميرا الخفية الذي يعرض على شاشة قناة ( أنكر الأصوات) وخلال إحدى حلقات البرنامج التي استضيف فيها الروائي الجزائري رشيد بوجدرة والتي انتهت بنرفزة كبيرة من الروائي وغضبه على طاقم البرنامج. واعتبر عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ممن تابعوا الحلقة أن رشيد بو جدرة تعرض لإهانة كبيرة وخاصة أنه اسم معروف في عالم الأدب في الجزائر وخارجها.
اعترف عدد كبير من النجوم حول العالم بأن برامج الكاميرا الخفية هي كاميرا مفبركة متفق عليها بين الفنانين المشاركين فيها وبين شركات الإنتاج التي تنفذها. حيث يتم استدعاء (الفنان أو الرياضي أو أي شخص مشهور) الذي سيقع له المقلب، حيث يتم عرض سيناريو الحلقة عليه و العقد الذي سيبرمه مع شركة الإنتاج، و أن الاتفاق ينص على تمكين فريق البرنامج من تصوير المشاهد دون أي تدخل أو رفض من (الفنان أو الرياضي أو أي شخص مشهور) الذي سيقع له المقلب في سيناريو الحلقة ويكتب في العقد أن كل المشاركين في الحلقة على علم بفحوى السيناريو.
تبث قنواتنا التلفزيونية منذ أكثر من 17 سنة مسرحية الكاميرا الخفية المفبركة، والجميع يعرف أن العديد من شركات الإنتاج مستعدة للتنازل على كل القيم والأخلاق التي لا تملكها أصلا مقابل الربح المادي، فما يحز في النفس هو أن ينخرط فنانون ورياضيون وأشخاص مشهورين يحترمهم الجمهور في عملية غش وتدليس حقيرين، يعاقب عليها القانون الجنائي،انه القرن 21 والعديد من المواطنين أبدوا شكهم من هذه الكاميرة الخفية. خاصة أنها تصور في نفس التوقيت قبل رمضان . و أن الفنانين يتم تكرارهم باستمرار ، و لا يعقل أن يتم استغفالهم كل سنه دون أن يعرفوا أنها كامرة خفية .و جدير بالذكر أن الانتقادات عادت مجددا لتطال جميع برامج الكاميرا الخفية التي تبث في شهر رمضان الحالي، على جميع القنوات الخاصة والعامة بسبب ضعفها واتضاح فبركتها والاتفاق الكامل بين الممثلين فيها وبين أصحابها.
حقيقة الأمر أن الكاميرا الخفية وفي هكذا مقالب اعتبرها استحمار للمشاهد و استهزاء بالضيف والتنقيص من قدره مهما كانت درجة المبلغ الذي يحصل عليه الضيف لغرض عرض الحلقة لأنها بكل بساطة تقتل مصداقيته عند المشاهدين. فما وقع في حلقة الروائي الجزائري رشيد بوجدرة من برنامج “رانا حكمناك VIP “2017 للكاميرا الخفية واعتذار مدير القناة ما هي إلا مسرحية مبتذلة لإعطاء المصداقية للبرنامج .