ككل شهر رمضان،عادت التلفزة الجزائري،بكل قنواتها،خاصة والعامة، إلى واجهة النقاش،بعد تقديم شبكة من البرامج والمسلسلات،والسيد كومات التي لم تنل رضى المشاهدين، بل أثارت حولها جدلا كبيرا،تعكسه أعمدة الصحافة اليومية، في شكل انتقادات حادة، ورسوم كاريكاتيرية تسخر من ارتفاع منسوب التفاهة. ورغم التكلفة التي تتطلبها عملية الإنتاج في التلفزة والمبالغ المالية الباهضة التي تصرف عليها من جيوب الشعب دافعي الضرائب، فإن هناك إجماعا على أن الرداءة هي العنوان الأبرز والمهيمن على مختلف الأعمال الفنية.
تنتصب الرداءة من جديد في وجه مواطنين لا ذنب لهم سوى مصادفة توقيت الإفطار مع فترة بث تلكم الأشياء المسماة برامج رمضان. ويعمق من تلكم التفاهة التي تعفنت، ذلك الصمت المطبق لوزارة الاتصال أمام تجاوزات هذا الإعلام وما يتم من تقاذف للمسؤولية على المضمون بين شركات الإنتاج والقنوات العمومية والخاصة في الوقت الذي يكاد صوت مسؤولو وزارة الاتصال يبح من كثرة الترديد والتأكيد على استقلالية قنوات الإعلام العمومي والخاص .
ولا أحد حتى الآن يدرك سر تركيز شبكة البرامج التلفزيونية في رمضان،على الفكاهة التي تقوم على السطحية والابتذال والتلفظ ببعض الكلمات المستقاة من قاموس الشارع،في محاولة بئيسة لرسم البسمة على الشفاه،في غياب أفكار مبتكرة قادرة على خلق الفرجة والمتعة والترفيه والسقوط في النمطية،والتي تجعل المشاهد يعيش تعذيب نفسي على مدى ساعتين حتى يكمل إفطاره.
هناك سؤال يطرح بقوة من له الحق ومن يقرر في طبيعة البرامج التي ينبغي أن تمر في فترة ذروة المشاهدة مابين الساعة السابعة والتاسعة من كل يوم، فلماذا الدراما والكوميديا فقط طيلة هذه السنوات ولما لا برنامج ديني أو وثائقي أو صحتك في رمضان ولما لا المزاوجة بينهما خاصة إذا استحضرنا أدوار الإعلام الأساسية التي قطعا ليست هي الترفيه فقط وخاصة في فترة نجاح جل البرامج مضمون بالنظر لكون الفترة فترة تجمع العائلة، فمن يحدد برامج بعينها لهذا الوقت وأخرى في الوقت الميت؟ هذا المسؤول يجب محاسبته أمام القضاء.