لماذا خبز الدار لا يأكله المواطن لماذا نحن الآن نعيش كما الغرباء بين جدران هذا البلد الذي تحول إلى وطن يجهض أحلام أبنائه وينسف تطلعاتهم ويقتل فيهم روح المواطنة حتى كادت تختفي طموحاتنا كلها في ظل الحغرة والتفقير الذي يمارسه علينا المسؤولين وفي ظل الوصاية التي فرضوها علينا لاعتبارات عجيبة لا تخطر على بال. هنا في البلاد لا قيمة لنا إلا في مواسم الانتخابات ولا اعتبارات لنا إلا في تلك المواسم العابرة فما أن تقترب الانتخابات حتى يهبط القادة من عليائهم فيتذكروننا ويجاملوننا على مضض وأحياناً يتباكون علينا بدموع التماسيح ثم يعودون إلى طبقاتهم الفوقية ليسخروا منا من جديد ويتهكموا علينا ويصادرون حقوقنا المشروعة في المواطنة.
الدولة تتكون من الوطن والمواطن وبينهما الحكومة التي يمثلها الوزراء ولكن كيف للمواطن أن يكون في وطنه وهو يكافح من أجل البقاء وغيره ينعم بخيرات الوطن. كيف يكون الاعتزاز بالوطن وحكومته تتجاهله كيف نكون مواطنين ولنا حقوق وواجبات ولا نجد ابسط شروط العيش الكريم وكيف نمتلك هذه الثروات الطائلة من النفط والغاز والذهب ولا نتمتع بها مثلما يتمتع بها غيرنا هل تعني المواطنة أن نسمح للمسؤولين بالتطاول علينا والاستخفاف بنا وسرقة خيراتنا ؟؟؟.
هذه الأسئلة نوجهها للحكومة لتجيبنا عن مفهومها للمواطنة آملين أن يأتينا الرد على لسان وزيرها الاول صار واضحاً لدينا أن بعض المسؤولين يتعاملون معنا بفوقية مطلقة ضاربين عرض الحائط كل التشريعات التي ساوت بين المسؤول والمواطن. وإلا بماذا تفسرون تصريحات المسؤولين الذين سمحوا لأنفسهم بتغييب دور المواطن وهدر حقوقه . نحن نرى أن المسؤول عبارة عن خادم للمواطن من هنا يتعين عليه أن ينظر لمسؤولياته على أنها واجبات مصيرية ملزمة التطبيق يكون فيها هو المطيع الدائم والملبي الحاسم لاحتياجات المواطن حتى لا تكون تصرفاته وشطحاته سبباً لإثارة حفيظة المواطن وحتى لا تكون تلك التصريحات سبباً لتعطيل حقوق الوطن والمواطن.
السياسيين والمسؤولون لم يتوقفوا عن تذكيرنا بطريقة مجازية بكلمة الملكة ماري انطوانيت ومقولتها المشهورة لإخماد جوع الشعب الفرنسي الباحث عن لقمة الخبز (إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء دعهم يأكلون كعكاً) وعندنا (ماشي لازم الشعب يأكل الياغورت ) أنهم يتذكرون هذه العبارة جيداً ويرددونها في مجالسهم باعتبارها من العبارات الاستفزازية التي تنتقص من قيمة المواطن وتلغي حقه في العيش الشريف. مشكلة السياسيين والمسؤولون انهم استنبطوا جملة الملكة ماري انطوانيت لكنهم تجاهلوا وتغافلوا عن مصيرها الاخير الذي سينطبق عليهم في المستقبل القريب.