من شيم الخونة نكران الجميل فمن الأمور التي يجب علينا الحفاظ عليها عدم نكران جميل و معروف شخص قدم لنا الكثير فطباع الناس مختلفة ، ومعادنهم متنوعة ، فيهم الكريم واللئيم ، فيهم من إذا أحسنت إليه شكر ، وعرف الجميل وذكره بالذكر الحسن وكافأ على المعروف بمثله أو أحسن منه ، متى ما سنحت له الفرصة ، وإن لم يستطع ، فبكلمة طيبة متبعا بذلك هدي الرسول صلى الله عليه وسلم : (من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه) رواه أبو داوود . وفيهم اللئيم الذي إذا أحسنت إليه تمرد وكفر بالمعروف وأنكر جميل وتناسى أصحابه وجفاهم ، كلما انتهت مصلحته وتمت فائدته منهم ، وهذا الضرب من البشر كثير في هذا الزمان وفي كل الأزمان ، وصوره كثيرة في حياتنا وتتكرر مع الأيام وخير دليل هي وقفة سلمية لمتقاعدي ومعطوبي الجيش في بليدة فرد عليهم الحركي بالشكر عن تضحيات التي قدموها وبعثوا لهم هدايا مع الدرك ولكن لأسف هدية فلقات رأس احد معطوبي الجيش واسمه عمار البيري ومن هذا المنبر نشكر الحركي على الهدايا.
شيء طبيعي جدا أن يتنكر الحركي لتضحيات التي قدمها هؤلاء الأبطال في ارض الوغى لان أولئك القوم لا زالوا متشبتين بالعقلية الاستعمارية. لا كن الغريب في الأمر هو أن يتنكر الشعب الجزائري لأبناء جلدتهم (متقاعد ومعطوبي الجيش) الدين افنوا شبابهم وحياتهم في سبيل الدفاع عن الوطن من اجل أن تعيش الجزائر في استقرار. أين دور الأحزاب السياسية في الدفاع عن هده الطبقة التي شاركت في الحفاظ على الوطن وحمايته من أطماع قادات الحركي أنفسهم ومن العصابة التي أطلق لها الحركي العنان والتي تسمى (الجماعات الإرهابية) فلولا هؤلاء الشجعان لما تمكن الكثير من الناس أن يحظوا ببلد مستقر.
وفي أخير انصح رجال الجيش والشرطة والدرك الأحرار ألا يظهروا الشماتة في إخوانهم فيرحمهم الله ويبتليكم وان يستفيقوا وان يعرفوا أن الحركي ليس عندهم عزيز لأنكم إن لم تستفيقوا من غيبوبتكم فالدور جاي عليكم كلكم وسوف تندمون يوم لا ينفع الندم.