على مدى تاريخ الجزائر الانتخابي، كان التزوير هو سمة المحطات الانتخابية المتعاقبة منذ أول انتخابات جرت بعد الاستقلال. التزوير تحول بذلك إلى معطى بنيوي، وكان يتم بترابط مع مسار الصراع السياسي بين أحزاب المعارضة والسلطة حول شكل نظام الحكم الذي ينبغي أن تنهجه الجزائر. فأمام نظام سياسي متحكم ومغلق، لم يكن مسموحا بلعبة انتخابية مفتوحة وديمقراطية، خاصة أن نظام الحركي كان ينظر إلى أحزاب الوطنية المعارضة كمنافس على الحكم.
ويرى الكثير من المحللين أنه بعد فضائح السنوات الماضية لم تعد السلطة تلجأ إلى التزوير الفاضح، إنما إلى أساليب التحكم في الانتخابات بمختلف الوسائل، ولهذا فأن «الأساليب التقليدية للتزوير» تم التخلي عنها، وأصبحت مستبعدة في الانتخابات اللاحقة، مقابل ما يصف بـ«التأطير» الانتخابي، أي التحكم في النتائج من خلال عدة وسائل.
ويجمع المعارضون في الجزائر على أن الإنتخابات القادمة لن تكون نزيهة وسيشوبها التزوير مرة أخرى فهي محسومة سلفا والتزوير ربما سيبلغ ذروته هذه المرة حتى وإن لم يكن من السلطة سيكون من طرف بوابيها (مسؤولو مراكز التصويت) الذين سيبذلون كل جهدهم لتقديم فروض الطاعة والولاء وهذا ما تعودنا عليه من البوابين ، حتى أنهم بدأوا مخططهم باختيار مؤطرين من حاشيتهم ومن على شاكلتهم أناس مستعدون ليكونوا في فم المدفع ليثبتوا الولاء لولي نعمتهم.
يقول نجيب محفوظ إن انتخابات مزورة، وكل شخص في البلد يعلم أنها مزورة، ومع ذلك يعترف بها رسمياً وتحكم بها البلاد، ويعني هذا أن يستقر في ضمير الشعب أن نوابه لصوص سرقوا كراسيهم، وأن وزراءه لصوص سرقوا أموال الشعب و بالتالي مناصبهم، وأن سلطاته وحكومته مزيفة مزورة، وأن السرقة والتزييف والتضليل اصبح مشروعة رسمياً ومن التقاليد التي يجب إتباعها.