كشفت القمة الاخيرة للاتحاد الأفريقي (AU)، التي نعقدت في كيغالي في العاصمة الرواندية، وفقا لتقارير منسقة، عن محاولة المغرب تقديم الاقتراح الذي وقعه 28 بلدا أفريقيا، الهادف الى استبعاد الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية من الاتحاد الافريقي. لحسن الحظ، فالرئيس التشادي الذي يرأس هذه الدورة، لم يتجاوب مع المطلب المغربي. وكان رئيس الغابون قد قدم لرئيس الدورة توقيع 28 من الدول الأفريقية لاستبعاد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من المؤسسة الأفريقية. ولذلك، حتى إذا فشلت هذه المحاولة، فهي بأي حال من الأحوال لا تعتبر نجاحا بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية، وذلك نظرا لعدد الموقعين على الاقتراح الذي يمثل 50٪ من العدد الإجمالي للبلدان في القارة الأفريقية . و يعتبرهذا فراغا دبلوماسيا رهيبا و اهمالا من قبل الجزائر في صالح المغرب. اذ أن محاولة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استقبال أغلب القادة الأفارقة في 2015 بالجزائر جاءت متأخرة. وأكدت العديد من الدول الأفريقية الموقعة على استبعاد الجمهورية العربية الصحراوية ذلك مع الاسف.
ورغم ذلك، فإن المغرب لم يكن ليملك أي وسيلة تجمع هذه البلدان الأفريقية 28، دون مساعدة مباشرة من فرنسا. الى جانب ذلك، ففرنسا هي الدولة التي منعت بشكل منهجي، ومنذ سنوات، التوصل الى قرار نهائي في مجلس الأمن الدولي لإدانة المغرب ودفع القضية الصحراوية الى الأمام . و قد خدم نقص شرعية معظم الأنظمة الأفريقية الكثيرمن المصالح الاستراتيجية لفرنسا في افريقيا. وهذا هو السبب الذي جعل القوة الاستعمارية السابقة لا تريد أي ظهورللديموقراطية في القارة الأفريقية. إذ أن ذلك لن يمكن الشعوب الأفريقية من أن تقرر مصيرها. وفضلا عن عدم وجود رغبة في حل المسألة الصحراوية، ففرنسا لطالما أرادت ا ن يكون هناك جو من الحرب سواء في المغرب العربي الكبير، أو في جميع مناطق أفريقيا لفرض سيطرتها الكاملة على ثروات القارة. وتشهد الحروب القائمة في ليبيا، ومالي، ووسط أفريقيا، وفي ساحل العاج على ذلك.
ومع ذلك، في بداية أعمال القمة الأفريقية الأخيرة، طالب الرئيس التشادي إدريس ديبي، الذي يشغل منصب رئيس الدورة ،بدقيقة صمت تكريما لذكرى الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز الحريق، الذي توفي في 31 مايوالماضي . بغض النظر عن أنها تعد بمثابة تكريم للرئيس التشادي، فانها تعد أيضا انتصارا دبلوماسيا للقضية الصحراوية.