ان الفساد الذي ينخر تسيير مجالس البلديات في الجزائر والذي يمتص دم الزوالي بضرائب وارتفاع فواتير الماء والكهرباء يؤدي في الكثير من احيان الى خسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة سنويا و نتألم ونتحسر على ثرواتنا التي يهربها ابناء الحركي اللصوص الكبار ويتركون شعبنا يدفع من ارواحه وممتلكاته فاتورة سيول الأمطار وما يحز بالنفس ان دولا اقل منا ثروات وخيرات كماليزيا والفلبين وتايلاند واندونيسيا والتي فيها من المباني والطرق ما عمره عشرات بل مئات السنين تنهمر عليها الأمطار طوال السنة عدا شهرين او اكثر بقليل وقد اعدت العدة وأخذت بالأسباب من سنين فلا خسائر لأرواح وممتلكات الدولة والمواطنين وتتصرف فيها مياه الأمطار المستمرة بطريقة سيمفونية تعجب الناظرين بينما نحن بلد رفع راسك يا با التي تأتيها الامطار شهرا او شهرين وتكون متقطعة أول ما يدمر فيها المشاريع الحديثة والشوارع مما يدل على الفساد في تنفيذها وبالطبع تعمدنا المقارنة مع هذه الدول ولا نريد المقارنة مع دولا اوروبية او امريكا وكندا وغيرها حتى لا نتحمل ذنب الإجحاف في المقارنة.
الخسائر الكبيرة و المفجعة التي طالت هوامش الولايات وبعض التجمعات السكنية في الجنوب فإنها كشفت المستور والمسكوت عنه حيث هشاشة البنية التحتية الذي سهل انجراف التربة وساعدة على اضمحلال قرى بأكملها في الاغواط واتت على الاخضر واليابس وولدت طبقة جديدة من المتشردين وراكمة المشاكل الاجتماعية. فإذا كانت هذه الأمطار قد كشفت عن بعض العيوب التي أدت إلى كوارث إنسانية فإنها أفصحت بالمقابل عن نوع من المسؤولين ادانتهم هذه الفيضانات وشكلت ملف اتهام بإعتبار اللامبالات التي كانوا يدبرون بها العمل في مجالس البلديات في غياب الحس الوطني الذي يتوقع ويبرمج ويحافظ على الارض وساكنتها . يمكن القول بأن هؤلاء اللذين أغرتهم كراسي المسؤولية لم يستطيعوا أن يبينوا عن سلوك نزيه وفاعل بل كان قصارى جهدهم التمسك بالمناصب ولاعبرة بعد ذلك بما ينبغي ان يقدم من اعمال للمواطن الجزائري . منتخبون من هذه الطينة لا يعول عليهم في تدبير الشأن المحلي الذي وضعهم في قفص الاتهام من خلا عجزهم عن تقديم بدائل تلمع صورتهم.
الحقيقة الصارخة هي ان العجز الكلي الذي بينه هؤلاء المسؤولين في زمن الكوارث يحي بأن غضبة شعبية ستحاصر مثل هؤلاء اللذين يشكلون لوبيات الفساد بالجزائر ويلقنونهم الدروس الحقيقية التي لم يستطيعوا هضمها ،فساقوا أنفسهم ومن وضعوا فيهم الثقة الى الخزي والخسران . لوبيات من هذا النوع ليس لهم مجال في خريطة التسيير والتدبير لمجالس البلديات .كفانا إستهثارا و من هذا المنبر الاعلامي نريد محاسبة المفسدين ونريد محاسبة الخونة وأصحاب شواهد الزور اليوم بانت حقيقتكم و نريد محاسبة جميع الخونة فالوطن يحتضر.