تمكنت السلطات اليابانية والتي تعتبر ان عزة وكرامة المواطن فوق كل شيء في إعادة افتتاح طريق أحد الشوارع مدينة (فوكوكا) المزدحمة بعد انهيار أرضي نتجت عنه حفرة عملاقة وتم إصلاح الطريق في يومين فقط مما لاقى استحسان كثير من المواطنين. ورغم ان الحفرة العملاقة و بعرض 30 متراً وعمق 15 متراً في شارع وسط منطقة تجارية جنوب غربي مدينة (فوكوكا) إلا ان جدية ونزاهة العمال اليابانيين كسرت كل الحواجز فقد بذلوا جهودا كبيرة للغاية وعملوا باستمرار لإعادة الشارع أفضل مما كان عليه في زمن قياسي عالمي .
تسلل الفساد إلى جميع مجالات الحياة تقريبا وأغلب الناس اصبح يقولون أن الفساد هو جزء من ثقافتنا حتى ان الفساد استشرى في كل الإدارات والصفقَات العمومية والخاصة في جميع المجالات الحيوّية والذي انعكس بدرجة كبيرة على واقع الأحداث في الجزائر وعلى جميع الأصعدة بدون استثناء. فمن غير الممكن إيجاد وظيفة في أي مجال بالجزائر بسبب الفساد. و إن أراد الواحد منا الحصول على وظيفة فلا سبيل لذلك لأن المتحكمين بهذا الأمر يجلبون أقاربهم ولا يقبلون بضم الأكفاء والمؤهلين لأداء الأعمال من الناس. الأمر شائع في كل مكان في الجزائر. فالوظائف الحكومية والمعامل والشركات مبتلاة بهذا الحال وعلى المرء دفع رشوة للحصول على وظيفة.
في مؤشر الفساد للعام 2015 الذي كشفت عنه منظمة الشفافية الدولية حصلت الجزائر على المرتبة الـ 88 من بين 168 بلدا وهو ترتيب متدنّ وليس مفاجئا و إن التنقيط الذي حصلت عليه الجزائر والمقدر بـ 3.6 من مجموع 10 وفق سلم مرقم من صفر (أي أعلى نسبة فساد) إلى 10 (أدنى نسبة فساد) وبترتيب 88 هو نفس ترتيب سنوات 2014 و 2013 كما حصلت على المرتبة 17 أفريقيا والتاسعة عربيا وهذه الارقام تدل على ان الكلمة العليا في البلاد للفساد.
ان ما بين حفرة اليابان والتي اصلحت في يومين وبين حفرة الفساد ببلدنا والتي لم تصلح على مدى نصف قرن هو الفرق بين من يحكمون اليابان ومن يحكمون الجزائر فهناك فرق كبير بين من يعطي وبين من يسرق.