متلازمة التخلي عن الطفل
أو Abandoned child syndrome هي عبارة عن مشكلة نفسية سلوكية تصيب الطفل في حال فقد أحد والديه بسبب الوفاة أو الإبتعاد القسري عنه لأسباب قانونية أو مادية أو لعدم أهليته وقدرته على الاهتمام بالأطفال أو غير ذلك من الأسباب التي تفرّق بين الطفل ووالديه. وهذه المشكلة قد ترافق الطفل طوال حياته، وتكون لها تأثيرات على سلوكياته وطريقة تواصله مع محيطه.
ما هي الأعراض؟
إن الأطفال الذين يعانون من “متلازمة التخلي” يظهرون العديد من ردات الفعل المرتبطة بهذه المشكلة، فيعانون من اضطرابات في النوم وفي الطعام وفي الصحة بشكل عام. كما ومن ناحية أخرى يعاني هؤلاء الأطفال من عدم القدرة على الإستجابة بشكل جيد إلى الأشخاص القيّمين عليهم، وهو أيضاً لا يتطوّرون من الناحية الحركية والاستقلالية مثل الأطفال الذين لا يعانون من المشكلة، فهم يتأخرون في الحبو وفي المشي، والكلام والتعبير والتواصل، وأيضاً تراهم متعلقين طوال الوقت بأحد الوالدين المتبقي لديهم.
يعاني الطفل المصاب بهذه المشكلة أيضاً من الإضطرابات الجسمانية، مثل البكاء المستمر وعدم الشعور بالراحة، التبوّل اللاإرادي، مص الأصابع وقضم الأظافر، كما أنه في الكثير من الأحيان يشعر بالذنب والاكتئاب، وكأنه هو السبب وراء ابتعاد والده أو والدته عنه، وقد يصبح هذا الطفل في المستقبل غير قادر على اتخاذ قراراته لوحده، كما أن الكثير من هؤلاء الأطفال يميلون نحو الانحراف في مرحلة المراهقة أو نحو الأمراض النفسية والعقلية.
وأيضاً فإن هذا الطفل يكون انعزالياً منطوياً على نفسه لا ينخرط في محيطه، ولا يستطيع أن يطوّر القدرات الفنية أو الإبداعية إذا وجدت لديه.
كيف يتم العلاج؟
العلاج في هذه الحالة من جزئين، فمن جهة يتم الاهتمام بالحاجات الجسدية للطفل ومساعدته على الإسترخاء والنوم، وتزويده بالأطعمة المغذية والفيتامينات التي تنقصه بسبب اضطرابات الأكل عنده.
أما الناحية النفسية فهي تقوم على الاهتمام الزائد للطفل ومحاولة قضاء وقت طويل معه وتعويضه عن فقدان والديه عن طريق تأمين الرفقة والتسلية والحضن الدافئ والحياة العائلية إذا أمكن له.