مرحلة المراهقة هي من أكثر الفترات صعوبة في ما يخص الأهل بالأبناء، فالآباء يريدون الإحتفاظ بالسلطة وإدارة شؤون أبنائهم كما اعتادوا أن يفعلوا، والأبناء أصبحوا يشعرون أنهم كباراً كفاية لتحمّل مسؤولياتهم، وهنا يولد الصراع بين الجيلين، وتصبح العلاقات متوتّرة نوعاً ما وفي بعض الحالات ينفر المراهقون من أهاليهم ويفقدون الثقة بهم. فما هي أهم أسباب فقدان هذه الثقة؟
عدم الثبات في أساليب التربية
ففي بعض الأحيان تتعارض تربية الأم مع تربية الأب لابنهما المراهق، أو تتغيّر مواقفهما في ما يتعلق بموضوع معيّن، فيسمح له أحدهما بشيء كان قد سبق لهما ومنعاه عنه، وذلك في سبيل كسب صداقته. لا شك أن هذه الأساليب غير الثابتة تزعزع ثقة المراهق بوالديه وتعمّق الهوة بين الطرفين، وتجعله يميل إلى الشخص الذي لا يقيّده بشكل محكم.
مقارنة المراهق بأقرانه
عندما يقوم أحد الوالدين أوكلاهما بالمقارنة بين المراهق وأشقائه أو بأقرانه مظهرين له أنهم أكفأ منه من الناحية الدراسية، أو أفضل منه حالاً في ما يتعلق بالمهارات الإجتماعية أو السلوكيات، فإن ذلك يخلق نوعاً من الحقد أو التحدي الدائم بين المراهق والأشخاص الذين ينافسونه على محبة وتقدير والديه، ومن ناحية أخرى يؤثر على ثقته بوالديه الذين يستخفان بقدراته.
الإنتقاد والتركيز على السلبيات
إذا كان الوالدان من النوع الذي ينتقد ابنه المراهق طوال الوقت ولا يري النواحي الإيجابية في شخصيته، فإن ذلك سيخلق شعوراً عند الإبن بأنه مهما فعل فلن يرضيهما، وأنهما لن يقدّرا أي تصرّف أو سلوك حسن من الممكن أن يقوم به، وبالتالي يفقد الثقة بهما ويخلق ذلك المزيد من البعد بينه وبينهما. وبما أن المراهق يكون غالباً “على الموضة” ومتابع لكل جديد محيط به، فإنه يعتبر أن نصائح والديه آتية من زمن قديم، لا تلتقي مع تطلعاته وآرائه التي بات قادراً على التعبير عنها بحرية، ولكنه في الوقت عينه ما زالت تنقصه القدرة على التفسير بوضوح عن ما يريد، لذلك فإنه يغضب ويثور أمام “الأوامر” التي يلقيها عليه والداه.