تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم الطرق الغذائية التي تعزز صحة الطفل حديث الولادة وتزيد مناعته وتحصنّه من الأمراض الخطيرة. إلّا انه وعلى الرغم من فوائدها العديدة، تشعرالأمهات اللواتي تعانين من مرض السكري بالقلق من انتقاله إلى أطفالهن عبر الرضاعة الطبيعية.
هل مرض السكري ينتقل من خلال الرضاعة؟
الخبر السار هو أن مرض السكري لا ينتقل أبداً من خلال الرضاعة الطبيعية ذلك لأن هذه العملية تقلل من تأثير التغيرات الأيضية والهرمونية بعد الولادة عند كلّ الأمهات حتى اللواتي تعانين من مرض السكري.
فالأنسولين هو هرمون طبيعي يفرزه الجسم من أجل استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة. أمّا في مرض السكري، فيكون البكرياس عاجزٌعن انتاج الأنسولين، ما يؤدي إلى تراكم الغلوكوز في الدم والتسبب بمضاعفات كبيرة. من هنا وخلال الحمل وبعد الولادة، يتم علاج مرض السكري مع الأدوية أو حقن الأنسولين بهدف الحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة ما يجعل الرضاعة آمنة وصحية للطفل والأم.
كما ان علاج الانسولين متوافق مع الرضاعة الطبيعية بحيث أن جزيئات الأنسولين عادةً ما تكون كبيرة جداً ما يمنعها من المرور إلى حليب الثدي. وحتى لو كان هناك أي إنسولين موجود في الحليب، فسيتم تدميره في معدة الطفل.
ما هي أهمية الرضاعة من الأم المصابة بمرض السكري؟
– إن حليب الأم هو المصدر الأكثر فائدة لتغذية الرضيع. أظهرت دراسة أجرتها جامعة University of Colorado ونشرت في مجلة Diabetes Care أن الرضاعة الطبيعية توفر العديد من المزايا للمواليد الجدد، بما في ذلك انخفاض مخاطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وارتفاع ضغط الدم والربو وأمراض القلب ومرض السكري. ذلك لأن اللبأ يساعد في استقرار مستويات سكر الدم لدى الطفل بعد الولادة.
– تساعد الرضاعة الأم على إنقاص وزنها كما انها تساعد الجسم على الاستفادة من الأنسولين بشكل أكثر كفاءة.
– إن الأوكسيتوسين الذي يتم إطلاقه أثناء الرضاعة الطبيعية سيساعد الأم على الشعور بالرضا والسعادة جسديًا وعاطفيًا خصوصاً أن الإجهاد يمكن أن يفاقم مرض السكري.