تكتشف المرأة أنها حامل من خلال انقطاع دورتها الشهريّة، ومن خلال ما تكشفه التحاليل المخبرية عن ارتفاع هرمون الحمل في جسمها. ولكن هناك بعض النساء لا يعرفن أنّهن حاملات الاّ بعد أعراض المخاض والولادة! قد تستغربين الأمر لكنّه ممكن، وتسمّى هذه الحالة بالحمل الخفي. فكيف تغيب علامات الحمل الطبيعي في حالة الحمل الخفي؟
ما هو الحمل الخفي؟
النساء اللواتي تعرّضن لهذا النوع من الحمل يؤكدن أنّهنّ لم يشعرن بأية أعراض، كما أنّ الحيض لم يتوقف لديهن، ولم يشعرن حتى بحركة الطفل في الرحم! فضلاً عن ذلك، فانّ تحاليل الدّم والبول وصور الموجات فوق الصوتيّة حتى ساعة الولادة، لم تُظهر شيئاً، بالرغم من ظهور أعراض الحمل الاعتيادية كالتعب وكثرة التبوّل والغثيان وحرقان المعدة وزيادة الوزن وآلام الظهر. فما هو تفسير ذلك؟
في حالة الحمل الخفيّ يغيب هرمون الحمل أو تكون نسبته ضئيلة في جسم الأم، نتيجة اختلال شديد في هرموناتها. هذا الخلل الهرموني أسبابه عديدة. منها:
– متلازمة تكيّس المبايض المتعدد
– حدوث الحمل بعد انقطاع الطمث
– الرّضاعة الطبيعية
– انخفاض معدل الدّهون في الجسم، ولاسيّما عند الرياضيات
– استخدام أنواع معيّنة من وسائل منع الحمل قبل فترة قصيرة من حدوث الحمل
– ارتفاع معدلات بعض المعادن في الجسم، على غرار الفوسفور
هذا الخلل الهرموني يتسبّب بحدوث الدورة الشهرية لدى المرأة باستمرار، وهذا ما يؤدي الى اعاقة تراكم إفرازات المشيمة لهرمون الحمل، وبالتالي عدم ارتفاع منسوبها في الدّم والبول، ممّا يُفسّر علميّاً النتائج السلبية للتحاليل المخبرية.
سلبيّات الحمل الخفي
بالرغم من أنّ معظم الأطفال الذين وُلدوا نتيجة حمل خفي، وُلدوا معافين وأصحاء، الاّ انّ الحمل الخفي يعتبر خطراً على المرأة الحامل، كونها لا تتلقى أيّ رعاية صحية ما قبل الولادة، ولاسيّما في الأشهر الثلاثة الأولى. فضلاً عن أنّ المرأة لا تكون مستعدّة جسديّاً ونفسيّاً وعاطفيّاً للولادة، لذلك تصاب بالصدمة التي تؤدي الى مشاكل عاطفية وقلق واكتئاب.