لطالما اعتبرت مسألة تقبيل الأهل لطفلهم على الشفتين أمراً مثيراً للجدل، فهل يعتبر اتصال الشفتين بين أفراد الأسرة تعبيراً طبيعياً للحب أم تجاوزاً غير مناسب؟
تسببت طبيبة في علم نفس الطفل الدكتورة “شارلوت ريزنيك”، بغضب بعض الأهل عندما أشارت إلى أنه من الخطأ تقبيل الوالدين لأبنائهم على الشفاه في أي عمر كان.
وقالت: “إذا بدء الأهل بتقبيل أطفالهم على الشفتين في الصغر، فمتى سيتوقفون عن ذلك؟ فعندما يبلغ الطفل عمر أربعة أو خمسة أو ستة أعوام سيتطور الوعي الجنسي، ومن الممكن لقبلة على الشفاه أن تحفز هذا الامر لديهم”.
ورغم كل الغضب الذي أثاره تصريحها، فإن رؤية الأباء والأمهات وهم يقبلون أبنائهم على الشفاه ممكن أن تجعل الآخرين يشعرون بالحرج، خصوصاً إذا كان الأولاد ناضجين أو في سن المراهقة.
وعلى جانب آخر فإن مؤلف كتاب” قوة خيال طفلك”، لا يشارك الدكتورة شيريل الرأي ويقول: “الصبي في سن المراهقة يكون أكثر وعياً في حياته الجنسية من الأطفال، لذلك أنا لا أوصي الأم بتقبيله على الشفاه، فالأطفال يفضلون أن يتم تقبيلهم على الجبين والخدين أو اليدين، وذلك لان الشفاه لديهم تكون مختلفة وذلك بسبب أن النهايات العصبية تكون أكثر حساسية للتحفيز”.
وأضاف أن الناس لا يحبون سماع هذه الأمور، ولكن الشفاه تعتبر منظقة مثيرة للشهوة الجنسية، خصوصاً أن المواد الكيميائية التي يتم إصدارها من التقبيل مثل السيروتونين والأوكسيتوسين، تشعرنا بتحسن وذلك لانها مرتبطة بالشهوة الجنسية.
الرضع والأطفال الصغار لا يفكرون في حياتهم الجنسية، ولكن على الرغم من ذلك يمكن تحفيزهم.
ولكن لماذا يقبّل الأهل أطفالهم وهل يحمل ذلك دلالات معينة؟
في الواقع، إن تقبيل الأهل لأطفالهم على شفافهم، يدل على أنهم يواجهون صعوبة في الافتراق عنهم.
ومن هنا يدعوا معظم أطباء النفس، الأهل إلى تجنب القبلة على الشفتين واستبدالها بالقبلة على الخد أو الجبين، وفي حال اعتاد الأهل تقبيل شفاه أطفالهم، فلا يجب الارتباك بل يمكنهم توقيف هذه العادة تدريجاً واستبدالها بالتصرّف الملائم.
وماذا لو كان الطفل قد أصبح كبيراً وبالغاً؟
تقول جوسلين ميلر -34- عاماً، التي لاتزال تقبل والدها البالغ من العمر -61- عام من فمه، بأنها لم لا تعرف سبب هذه الضجة حول القبلات، فهي تعتبر أن القبلات هي طريقة لإظهار الحب والمشاعر تجاه والدها.
وتقول بأن والدها كان يدخل غرفتها يومياً ليقبلها ويدغدغها قبل أن تنام،وتابعت قائلة: “أنا قريبة من أمي وأقبلها على الشفاه أيضاً، ولكن ليس في جميع الأوقات وأعتقد أن السبب هو أنني طفلة أبي المدللة”.
وفي النهاية تختلف طرق تعبير الأهل عن حبهم لأطفالهم، وقد تبلغ حدوداً مرفوضة إجتماعياً وثقافياً وحتّى نفسياً ويعتبر التقبيل على الشفتين من وسائل التعبير عن الحبّ ولكن هذه الظاهرة أثارت جدلاً كبيراً وانقسمت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض.