حان يوم الموعود .. يوم زفافي .. يوم فرحي كما يقولون
إلا أنا لست فرحة، لست فرحة على الإطلاق.. نظرت إلى المرآة و تأملت وجهي طويلا، كنت أبدوا جميلة في ذلك الفستان الأبيض … أو هكذا كانوا يقولون
انتابني للحظة فكرة جنونية في أن أوقف هذه المسرحية بأكملها و أرضخ لقلبي الذي اشتاق لأيمن حد الموت .. للحظة نسيت الجميع و لم أفكر سوى بنفسي .. بنفسي فقط، بمنتهى الأنانية .. و كده أنفذ هذه الخطة لولا دخول عمتي إلى الغرفة و ترديدها عبارات المجاملة و المدح ..
ابتسمت لها فهمست في أذني، يبدو وجهك مشرقا جدا اليوم، أفضل بكثير من ذي قبل ، لا بد أنك أخذت الحبوب
ضحكت بسخرية من كلامها … و من نفسي .. أنا آخذه فعلا، لا أؤمن أنه سينسيني شيئا لكن آخذه .. ربما آمل في حذوث معجزة أو أتعلق بآخر بريق أمل في أن أشفى من عذابي ..
دخلت إلى الحفلة رفقة ياسر فنظر لي طويلا ثم همس في أذني أحبك يا أجمل عروس في الكون ..
أول مرة يقول لي أنه يحبني .. لكني كنت أعرف ذلك منذ زمن، فلم تفاجئت .. شل لساني عن الكلام و حتى عن الابتسام و سرحت في الماضي .. يوم قال لي أيمن نفس الكلمة
” سلمى .. أريد أن اقول لك شيئا مهما”
” تفضل ..”
” لكن عديني ..عديني ألا يتغير شيء”
” ما الذي تقصده ؟ ”
” عديني ألا تكرهيني، و ألا تنتهي صداقتنا بعد كلامي هذا .. عديني أن يظل كل شيء كما هو مهما كان ردك ”
” تكلم من فضلك، لا أفهم ما تقول”
” سلمى .. بدون مقدمات أنا أحبك بل أعشقك و أرغب في الزواج منك”