كنت مواظبة على قيام الليل، أبكي و أشكي إلى الله ألمي و ضعفي و أدعوه أن ييسر لي أمري ، فليس لي غيره ..
و بينما كنت أدعوه بصوت مخنوق بالبكاء أن ييسر أمري و يريح بالي و أن يجمعني بياسر بخير و يبارك لنا، نسيت نفسي و نطقت اسمه .. وجدت لساني لاإراديا يستجيب لصرخات قلبي الموجوع و يدعو اللهم اجمعني ب” أيمن ” ..
بكيت أكثر و أكثر و ابتعلت تلك الحبوب مرة أخرى، فقد أعطتني عمتي علبة أخرى بعد أن أنهيت العلبة الأولى …
لم أعلم أي منطق جعلني أصدق أن لهذه الحبوب أثرا، لكن كان عندي أمل كبير في الله ثم فيها في أن أنساه .. أنساه ..
مهما كان نسيانه يبدو صعبا .. مهما كان يبدو كمحاولة انتحار لقلبي .. و نهاية أحلام عمري …
خرجت رفقة ياسر كي نشتري بعض الحاجيات، كنت صامتة معظم الوقت، رغم أني في الحقيقة ثرثارة و بشدة ..
إلا أننا لم نتبادل سوى كلمات بسيطة فيما تستدعيه الحاجة ، اشترينا كل ما نحتاجه و كنا سنعود إلى البيت حين قال لي ياسر
” سلمى ..
” نعم ..
” هل أنت جائعة ؟
” لا..
” هيا .. لا تكوني خجولة .. ستصبحين زوجتي بعد أيام
بقيت صامتة لفترة .. صدمتني كلمة زوجتي .. أنا زوجته هو .. و هو زوجي أنا … لزمني دهر من الزمن كي أستوعب جيدا هذه الكلمة ثم أجبته
” لا حقا .. لست جائعة ..
” لكني جائع .. تعالي لنأكل
و دخلنا احدى المطاعم الجميلة .. طلب بعض الأكل و طلب نفس الطبق لي …
” يجب أن تأكلي جيدا .. لا أريدك أن تمرضي فيتأجل الزفاف
” و ماذا لو تأجل ؟ ربما سيكون من الأفضل أن نؤجله ريثما تعود هالة …
” تعلمين أن هالة لن تعود قريبا .. ليس من السهل أن تسافر كما أن زوجها لا يستطيع أخد إجازة ..
” لكني كنت أرغب أن تحضر
” لا بأس يا سلمى .. ستعود قريبا
صمتنا للحظات .. لكنه بقي ينظر إلي مبتسما
” ماذا ؟
” لا شيء .. أنا فقط سعيدا جدا لدرجة أني حقا لا أصدق
” لا تصدق ماذا ؟
” أنك ستصبحين زوجتي بعد أيام ..
” ….
” سلمى .. أنا حقا سعيد جدا .. جدا .. شكرا لك
” لم ؟
” لأنك توجدين بحياتي و تجعلينها أحلى
” ياسر ..
” هيا كلي .. لا تكتفي بالاحمرار خجلا ..
لكني لم أحمر خجلا .. بل كنت أحمر من شدة شعوري بالذنب لأني لا أبادله نفس الشعور .. ليتك تعلم يا ياسر .. ليتك تعلم