وضع الخاتم في أصبعي فاحمررت خجلا .. ثم همس في أذني أرجو أن يليق بصاحبة السمو .. ابتسمت له و نظرت للخاتم
بتمعن… كان خاتما أبيضا رقيقا قد نقش عليه اسمي و اسمه … سلمى و ياسر .. لاحظت للمرة الأولى أن اسمه جميل، جميل
للغاية …نظرت إليه فوجدته يحدق إلي مبتسما … أخجلتني نظراته فأدرت وجهي نحو أختي التي كانت تمسك بيدي بقوة
كأنها تحثني على التماسك …
لم أتوقع يوما أن أكون بهذه التعاسة في حفل خطوبتي .. كنت أنتظر انتهاؤه بفارغ الصبر، لكنه طال .. طال أكثر مما يجب،
فلم أعد قادرة على الاحتمال .. كان الكل يهنئني و يدعو لي و أنا أبتسم نفس الابتسامة البلهاء .. نظر ياسر إلي ثم قال :
” يبدو أنك متعبة ..”
– ” لا أنا بخير .. لا تقلق ”
” كيف لا أقلق عليك ؟ و أنت كل ما أملك الآن ..”
لم أدر بما أجيبه ففضلت الصمت …لو أن أيمن قال لي نفس الجملة لأمضيت شهرا و أنا أحلق في سماء السعادة لكن حينما
قالها هو .. لم يتحرك بداخلي شيء .. لم يحس قلبي بأي نشوة أو سعادة أو فرح .. لم يحس سوى بتأنيب الضمير الذي بات
يوجعه ..
مضى الحفل كئيبا .. ثقيلا .. و لكنه أخيرا انتهى ، دخلت غرفتي و بدأت في تغيير ملابسي و نزع كل تلك المجوهرات، دخلت عمتي الغرفة و عانقتني بشدة و هي تهمس في أذني .. سيكون كل شيء بخير يا صغيرتي .. لا تقلقي.. سيكون كل شيء بخير ، ابتسمت لها و أنا أردد في داخلي يا رب .. يا رب
نمت بسرعة من شدة التعب و الإرهاق بعد أن أدخلت في جوفي مرة أخرى تلك الحبوب، و أنا أضحك من نفسي لشدة غبائي و سذاجتي … و يأسي ..