ينفد الوقت سريعا أمام تركيا لتجنب مواجهة مع الولايات المتحدة بسبب اعتزام أنقرة شراء أنظمة دفاع جوي روسية متقدمة والاستغناء عن عرض منافس من شريكتها في حلف شمال الأطلسي مما يزيد فرص فرض عقوبات أمريكية على أنقرة وقد كانت آخر أزمة دبلوماسية بين البلدين قد أسهمت في هبوط قياسي في قيمة الليرة التركية وما زالت الخلافات حول الاستراتيجية في سوريا والعقوبات على إيران واعتقال موظفين بالقنصلية الأمريكية دون حل وتهدد قضية الدفاع الصاروخي بتوسيع هوة الخلاف.
وانخفضت قيمة العملة التركية هذا الأسبوع بنسبة 1.5 في المئة على الرغم من أن البنك المركزي أبقى أسعار الفائدة أعلى بكثير من معدل التضخم ويقول تجار إن السبب في ذلك يرجع إلى حد بعيد إلى تجدد المخاوف بشأن العلاقات مع واشنطن وتجاوزت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان ”مهلة مرنة“ كانت واشنطن قد حددتها لتركيا لاتخاذ القرار حول ما إذا كانت ستشتري نظام باتريوت الصاروخي الأمريكي الذي تنتجه شركة رايثيون في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار ويقول مسؤولون أمريكيون إن العرض الرسمي سينتهي بنهاية الشهر الجاري ولم يرفض أردوغان العرض الأمريكي علنا لكنه كرر القول إنه لن يتراجع عن عقد لشراء نظام إس-400 الدفاعي الروسي الذي من المقرر تركيبه في أكتوبر وتقول واشنطن إن تركيا لا يمكنها حيازة النظامين معا وإذا مضت تركيا في إتمام الصفقة الروسية فإنها تخاطر أيضا بألا تتسلم طائرات إف-35 الشبح المقاتلة التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية ويمكن أن تواجه عقوبات بمقتضي قانون أمريكي يعرف بقانون التصدي لخصوم أمريكا من خلال العقوبات.