رغم القطيعة والخصام الدبلوماسي بين وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي بسبب قيام قوات بوتين بقصف مدينة حلب السورية في خطوة استفزت الغرب، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن اتصالا هاتفيا قد جرى بين سريجي لافروف وزير الخارجية الروسي وجون كيري نظيره الأمريكي بعد مبادرة من هذا الأخير.
وأضافت الخارجية الروسية في بيان لها يوم الأربعاء أن المكالمة بين وزير الخارجية الأمريكي والروسي جاءت من أجل البحث عن جديد الوضع في سوريا، رغم أن واشنطن كانت قد قررت تعليق التعاون مع موسكو فيما يخص الجانب السوري.
وركزت وزارة الخارجية الروسية أن الاتصال الذي جرى بينها وبين نظيرتها الأمريكية جاء بمبادرة من هذه الأخيرة، حيث تبادل الوزيران الآراء حول الوضع في سوريا، والتعاون على الوصول لتسوية ايضا فيما يخص الملف الأوكراني العالق هو الآخر، وأيضا محاول تقريب الرؤى حول موضوع معالجة الملف النووي الكوري الشمالي والجهود التي بذلتها الأمم المتحدة في هذا الصدد.
وكان وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت يوم الإثنين تعليق جميع قنوات الاتصال مع روسيا فيما يخص الملف السوري خصوصا نقطة وقف إطلاق النار، حيث كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد صرح بأن “صبر واشنطن قد نفذ”، مؤكدا في ذات الوقت أن الإدارة الأمريكية ستحافظ على الاتصال فقط فيما يخص مجال الطيران العسكري في المجال الجوي السوري، حتى لا تكون هنالك بعض الحوادث غير المرغوب بها.
جذير بالذكر أن فترة الهدنة التي كانت قد طبقت في سوريا بموجب الاتفاق الروسي الأمريكي كانت قد انتهت يوم 19 شتنبر الماضي، حيث قالت موسكو أن دمشق هي الوحيدة التي ملتزمة بالهدنة، في الوقت التي قامت المعارضة المسلحة و”الإرهابيون” على حد وصفها باختراق هذه الهدنة من أجل إعادة نشر القوات.
وأضافت العاصمة الروسية أن واشنطن لم تفي بوعودها والالتزامات التي قطعتها على نفسها، خصوصا فيما يخص الفصل بين المعارضة المسلحة والمعارضة الإرهابية رغم تأكيدها على القيام بذلك، مضيفة أن هذا أصبح واقعا لا يمكن إنكاره، وهو ما دفع بالولايات المتحدة إلى إعادة الاتصال من أجل تبادل وجهات النظر حول القضايا الحساسة، مثل الملف السوري والملف الكوري الشمالي والملف الأوكرني، وهي ملفات يدخل فيها الطرفين بشكل مباشر وغير مباشر.
وكانت روسيا وأمريكا قد توصلتا إلى إتفاق حول إيقاف إطلاق النار من أجل تأمين المعابر الإنسانية والسماح لقافلات المساعدة الإنسانية للوصول إلى المحاصرين في المناطق المختلفة، خصوصا حلب التي يفرض عليها النظام السوري حصارا قاسيا، مع تكرار عمليات القصف.
وكانت كل من واشنطن وموسكو قد تبادلا الاتهام حول خرق هذه الهدنة عن طريق القيام بعدة عمليات عسكرية، كان آخرها شن روسيا غرات مكثفة على المناطق السكنية الخالية من “الإرهابيين”، في خطوة ظهرت واضحة من أجل موسكو تريد حسم الأمر حتى ولو كان إنهاء الحياة في مدينة بأكملها، وهو ما كانت جميع الدول الغربية قد استنكرته معتبرة إياه جريمة ضد الإنسانية وإبادة مقصودة للمدنيين.