بينما المسؤولين يكدون في العمل ليلا ونهارا من أجل خلق مهرجانات لتبذير المال العام في ما لا ينفع ورغم معرفتهم أن أولويات صرف المال العام في الجزائر هي للبنية التحتية وتعزيز الخدمات الأساسية وتوفير مناصب الشغل لشباب الوطن أما الترفيه وإن كان في شكله الإيجابي فهو ليس أولوية فكيف إذا كان هذا الترفيه لا يجر إلا الكوارث والمآسي على الوطن والمواطنين.
احتدم الجدل في الآونة الأخيرة ببلادنا بسبب العدد الخيالي من المهرجانات والمواسم الثقافية المنظمة بمختلف الولايات الجزائرية وعلى مدار السنة ما جعل المواقف من هذه المهرجانات تتباين بين من يرى فيها انفتاحا على الثقافات الأخرى والمساهمة في بناء الثقافة الكونية ومن يرى فيها تكريسا لسياسة الإلهاء والمتبعة من طرف حكومة فاشلة تريد أن تهرب بالجزائريين من واقع بائس يطغى عليه الفقر والبطالة فالمواطنين المنتقدين متشبثين بفكرة أن هذه المهرجانات هي جزء من سياسة ثقافية حكومية تسعى إلى تخدير عقول الشباب والهبوط بالذوق والثقافة بدلا من تحصينه من الغزو الفكري والعولمة الثقافية لذلك احتجوا على غزو ثقافي بمعتقد ديني. وبينما المسؤولون يتراقصون ويسكرون على أنغام موسيقى تلك المهرجانات فان عشرات المواطنين لقوا حتفهم بسبب الفيضانات فحسب ما أفاد به بيان لمصالح الحماية المدنية فقد أحصت المديرية عدة تدخلات بالولايات التي عرفت تساقطا كبيرا للأمطار حيث قامت بإنقاذ عدة أشخاص جرفتهم الأودية و عائلات حاصرتها المياه فيما تتواصل عمليات امتصاص المياه داخل الأحياء و أوضح البيان أن مصالح الحماية المدنية قامت بالتدخل إثر الأمطار التي تساقطت على عدد من الولايات خاصة تمنراست و قالمة و الطارف و خنشلة و جيجل و أم البواقي و سوق أهراس حيث قامت بأم البواقي بانتشال شخص يبلغ من العمر 65 سنة جرفته مياه الواد بالمكان المسمى مشتة بوعثمان كما سجلت أيضا وفاة شخص يبلغ من العمر 32 سنة إثر تعرضه لصاعقة رعدية بقرية شيشات ببلدية بوشقوف ولاية قالمة فيما تم إنقاذ ثلاث عائلات كانت محاصرة بالمياه داخل منازلهم بقرية عين لحمة ببلدية بابار ولاية خنشلة وفي نفس السياق قامت مصالح الحماية المدنية لولاية سوق أهراس بعدة عمليات امتصاص للمياه داخل الأحياء بكل من بلديات سوق أهراس و سدراتة و تاورة دون تسجيل ضحايا و بتمنراست قامت ذات المصالح بإنقاذ ثلاثة أشخاص كانوا على متن مركبتين جرفتهما مياه واد بقرية يسليسكن ببلدية أبلسة وكذا إسعاف شخص تعرض لجروح خفيفة إثر انهيار سقف لمنزل بحي 600 مسكن بنفس البلدية وبنفس الولاية تمنراست ارتفع حصيلة الفيضانات إلى 5 وفيات ومفقودين لا زال البحث عنهم جاريا في الأخير بالله عليكم لو ثم صرف ملايير تلك المهرجانات على البنية التحتية هل كانت ستقع هذه الكوارث بسبب قُطَيْرَاتْ من المطر.