يجري الاحتفال بالذكرى ال54 لاستقلال الجزائر، في مناخ من التوتر الدبلوماسي المليء بذكريات الحرب، بين الجزائر وفرنسا. هذا المناخ الذي يعكس تدهور العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين، كان سببه نشررئيس الوزراء الفرنسي، امانويل فالس، صورة للرئيس بوتفليقة على تويتر وقد بدت عليه آثار الضعف و المرض. هذا التصرف الغير مسؤول و المحرج –حسب الجزائر- تم بعد استماع بوتفليقة لخطاب فالس في مايو الماضي، بمناسبة زيارة الأخير إلى الجزائر. بعد هذه الحادثة مباشرة ، اندلعت حرب خنادق عن بعد بين الطرفين، حرب ذاهبة الى التصعيد. هذه الأخيرة ظهرت جليا من خلال المناورات السياسية والدبلوماسية العالية، وأيضا في القضايا الاقتصادية التي استخدمت كوسائل للضغط.
ومع ذلك، حتى الذاكرة لم تنج من استراتيجية الضغط هذه .و الدليل على ذلك مطالبة الفرنسيين الجزائرباستعادة الممتلكات الشاغرة التي خلفها من قبل المستوطنين الفرنسيين بعد استقلال الجزائر . كان رد فعل الجزائر سريعا، وذلك من خلال رئيس للجمهورية الجزائرية، موضحا للجانب الفرنسي أن الطلب غير مقبول. وبالنسبة للرئيس بوتفليقة، هذه العقارات الشاغرة من قبل المستوطنين الفرنسيين سجلت كتراث للدولة الجزائرية. وجرت هذه العملية في “إطار السيادة الوطنية” .هذه الحركة من الجانب الفرنسي لا يمكنها الا أن تطرح تساؤلات و تثير الدهشة بالنسبة للجزائر العاصمة، حيث أن هناك إرادة متفق عليها من طرف جميع أطراف القوة الاستعمارية السابقة لعكس مسار التاريخ. كما لو أن الجزائرهي التي استعمرت فرنسا.